عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 13/08/2007, 22h37
الصورة الرمزية عثمان دلباني
عثمان دلباني عثمان دلباني غير متصل  
ابوهنية
رقم العضوية:42597
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 1,553
افتراضي رد: ترجمة الفنانين الجزائريين

عبدالعزيز عبدالله ( علا الفوندو )


ولد علا كما يحلو للجميع منادته بهذا الإسم في 15 جوان 1946 بمدينة بشار بـحي (بيداندو) وهو الإسم المعرب لكلمة bidonville بالفرنسية و تعني الحي القصديري وهو الحي الذي ما زال لحد الساعة الحي الرمزلابناء المدينة والسكان الأصليين ، وكان اصغر الأبناء لعائلة تضم 12 ولدا، كان ابوه من قرية تسمى تاغيت*- 95 كلم عن مدينة بشار- وكانت اصول امه من قرية تافيلال -بجنوب الغرب-.
غادر علا مقاعد المدرسة في الثانية عشرة من عمره ليكدح من اجل لقمة عيشه،عمل حرفيا في الكهرباء في البدء ثم خباز واشتغل في العديد من المؤسسات العمومية قبل ان يفتح محلا لبيع الأثاث في 1986.
عندما كان في السادسة عشرة من عمره صنع علا لنفسه آلة موسيقية تشبه العود من الدلاء المعدنية و اسلاك مكابح الدرجات كما عادة جميع الأولاد في الكثير من المناطق في الجزائر.وكان اصدقاء الحي اول المستمعين والمعجبيـن.
وفي 1972 اشترى عوده الأول وراح يعزف على عادة اهل المنطقة الأغاني التراثية من اغاني الملحون والعويطات... .
ولم يكن علا يعزف كثيرا مع الآخرين لانه كان يريد التحليق بجناحيه في عالم اوجده هو لنفسه.
فكان جل الوقت يعزف منفردا او بصحبة بعض الأصدقاء من السميعة الجيدين وعادة ما كان يرفض حظور الغوغائين. و بعد مدة من التمرس استطاع علا ان يوجد لنفسه خطا موسيقيا يحتمل جنونه الموسيقي ، هو الذي كان دائما يرفض الأمتثال للقوالب الموسيقية الجاهزة اسماه الفوندو* يجمع بين التيارات الموسيقية المتضاربة في منطقة بشار والتي هي امتداد لمنطقة الساورة التي يمتزج فيها عدد كبير من الأعراق ( بربر ، زنوج ، عرب ، يهود....) .هذا الشكل الجديد كان يستطيع بإمكانه استيعاب جمع الموسيقات الأخرى كالأفريقية والعربية و موسيقى الهول* والجاز و موسيقى الشعوب الأخرى في آن واحد.
بالإضافة الى طريقته الفريدة في العزف على العود وخاصة طريق توفيع الريشة مع الإيقاع.
هذا النوع من الموسيقى لقي اقبالا مهولا عند الشباب في منطقة بشار إذ راحوا يسجلون جلساته الخاصة مع بعض الأصدقاء.وقد بلغ حد الإستماع الى شرائط علا حد غير معقول وقد اشيع ساعتها ان الحالة التي تتولد عند الشباب عند الإستماع اليه تشبه حالة التخدير ما دعا السلطات الى منع تواجد اشرطته خاصة في السيارات ومستعملي النقل ليلا.*
كان علا في جلساته يمسك العود ويضبطه لمدة قد تجعل المستمع يمل الإنتظار وعندما يجد الجملة التي توحي اليه يرتجل مع الإيقاع لمدة ساعات احيان.ا ولايعيد ابدا نفس الجمل الا نادرا وهذا الذي اذهل الناس، و كان علا عندما يبدأ العزف يضع راسه على العود ويدخل في نوع من التماهي والكشف الصوفي ولا يرفعه الى عندما ينتهي،قال علا لما سئل عن ذلك "ان كل آلامي وكل ما يرهقني يتدفق ساعتها ويخرج" وجميع الحفلات التي قدمها علا في الخارج او في بشار تشبه طقوس الحظرة الصوفية لما يسود اجواءها من صمت قد يدوم لساعات مصحوبا بحالة من الذهول والإنخطاف من فيزيا الزمان والمكان الى ان تبلغ مقاما قد يلقي بك في اتون السعادة المطلقة او الجنون المطلق. وفي نفس الوقت لديك رغبة في الانعتاق من هذا السحر الذي اصابك و ان حالة الاستماع الى علا تشبه في تجربتها حالة التماهي و الحلول عند الصوفية وهي نوع من الإنخطاف والخروج من فيزياء الزمان و المكان،هذه هي الصور التي عرفها محبو علا عن قرب عندما كان في الجزائر و فيها اشارة الى حميمية الجلسات التي كانت تقام في قنادسة و تاغيت او في شبار احيانا.
في بداية التسعينيات رحل علا الى فرنسا اين اكتشفه العالم وقد كتبت الكثير من الصحف الغربية عنه و عن اسلوبه الجديد و العجيب . في فرنسا اوجد علا لنفسه خلوة في بيته في حي باربيس اذ انعزل مدة سبع سنوات لم يدلي فيها بأي تصريح ولا مقابلة صحفية وكان يرفض حتى استقبال الناس ، هذه هي طبيعة علا كما وصفه اصدقاؤه فهو مقل في كلامه جدا واذا تكلم فلا يتكلم الا في المفيد. وهذا ما احاطه بهالة من الإحترام و الإجلال من قبل كل من عرفه.
يصنف علا الأن ضمن العازفين المميزين في العالم وهذا بشهادة كثير من النقاد اذ يتميز اسلوبه بالمزج بين الموسيقات العالمية في قالب حر يقيده الايقاع .
واسلوب علا كما قلت هو خلاصة الموسيقات الشرقية والأندلسية والأفريقية و الجزائرية المحلية يغلب عليه الحس الصوفي الذي استقاه من الزوايا الصوفية في منطقة الساورة المعروفة بزخمها وتقاليدها الصوفية.

سجل علا لحد اليوم اربع البومات هي
1- الفوندو le Foundou de Bechar/Bechar's Foudou
2-تاغيت (اسم القرية التي جاء منها ابوه Taghit
3- تاناكولTanakoul
4- زهرة Zahra اسم والدة علا

اختصار الى ملفات علا المسموعة :http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=26798

* الفوندو تعريب لكلمةle fond deux التي تعني العمق رقم اثنان نسبة الى منجم الفحم الذي كان يعمل فيه ابوه.

* الهول الغناء التقليدي في المجتمع البيضاني ( سكان موريتانيا ، الصحراء الغربية- تندوف بالجزائر) يغنى باللهجة الحسانية(لهحة عربية قديمة) واللغة العربية. تستعمل فيه آلة التيدينيت و الأردين
* هذه المعلومات مازالت قيد التمحيص برغم ان كل الذين قابلتهم من الذين يعرفون علا اكدوا لي ذلك.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg al.jpg‏ (2.7 كيلوبايت, المشاهدات 8)
نوع الملف: jpg al1.jpg‏ (3.0 كيلوبايت, المشاهدات 7)
نوع الملف: jpg al7.jpg‏ (3.3 كيلوبايت, المشاهدات 7)
__________________
ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب

FACEBOOK - ATHMANE
رد مع اقتباس