نسجت "جماعة تحت السور" الأدبية التونسية تجربة فريدة في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي بوجوهها الفنية والأدبية الرائدة، وتمكنت من فرض نفسها رغم سياسة التغريب التي حاول إرساءها المستعمر الفرنسي، لتصبح واحدة من أهم المكونات الرئيسة للثقافة التونسية المتأصلة في تراثها والمجنحة بانفتاحها على ثقافة الآخر وخاصة منها الضفة المقابلة من المتوسط.
ولئن ظفرت بعض وجوه تلك الجماعة بالاعتراف والتكريم حتى بعد عقود، كالشابي وعلي الدوعاجي وبيرم التونسي والطاهر الحداد ومصطفى خريف وغيرهم، فإن عددا من تلك الجماعة المؤسسة ظل عالمهم ومنتجهم منسيا كالقاص والشاعر محمد العريبي الذي كان من أبرز وجوه "تحت السور".