اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haddad
يا نعمة الأيام عليَّ
وديع الصافي
أظن، وصحّحوني إن كنت مخطئاً، أنّ هذه الأغنية قد لحّنت لأم كلثوم لكنها توفّت قبل تأديتها
|
لن نصححك يا حداد إنما سنعدّل قليلاً ونضيف فنقول أن القصيدة ، وهي للشاعر أحمد علام ومن تلحين الوديع ، قد عرضت على أم كلثوم - كما يسوق سحاب في مسرده - فيما عرض عليها من أعمال ، إنما هذا لا يعني على وجه التأكيد أنها قد وافقت على غنائها أو أنّ ما منعها من غنائها أنها لم تلحق قبل انتقالها الى الرفيق الأعلى ! لك أن تتخيّل ذلك الكم الهائل من الأعمال التي كانت تعرض على الست وهي متربعة على سدّة عرش الغناء العربي ، فلم تقبلها . حتى رفيق العمر محمد القصبجي كان يعرض عليها ، مذ أعرضت عنه بعد "رق الحبيب" عام 1944، الكثير من الألحان التي لم تقنعها ، وهو القصبجي "على سنّ ورمحين" ، أفستقنعها إذن أعمال مَن مِن خارج دائرة ملحنيها الكبار ؟!
لقد تمسّكت أم كلثوم بملحنيها المعتمدين في سنيها الأخيرة حتى آخر رمق في صوتها وحياتها ، ولم نسمعها تغامر بلحن لأحد غيرهم . لقد مرّت الست وهي في اوج مجدها بتجربة مريرة مع لحن لفريد غصن (مونولوج "وقفت أودع حبيبي" عام 1942) لم يقيّض له النجاح المرتقب ، مما حدا بها الى العزوف عن مثل هذه المجازفة . لم تغنِّ الست بالمجموع خلال نصف قرن تقريباً (من 1926-1973) إلا لنيّف وعشرة ملحنين من أبي العلا محمد وحتى بليغ ، كان للثلاثي القصبجي وزكريا والسنباطي 78 % منها ، بينما حظي أبو العلا والنجريدي وداود حسني وعبد الوهاب والموجي وبليغ بـ 3 % من الألحان لكل منهم على وجه التقريب ، والباقي لآخرين .
لذا فقد وجب أخذ هذه المعلومة بحذر شديد ، من دون أن ينتقص هذا الكلام من القصيدة أو من اللحن أو من ملحّنه ، الذي نجلّ كثيراً ، شيئاً !
أخوكم
الفارابي