عرض مشاركة واحدة
  #498  
قديم 05/01/2010, 17h09
Alfarabymusic Alfarabymusic غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1729
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الأراضي المقدّسة
المشاركات: 142
افتراضي رد: وديع الصافي

ألبـيــــر
كلمات وألحان : الأخوين رحباني


أسوق لكم اليوم محاولة أخرى لفكّ طلاسم المحكية اللبنانية التي طالما تغنّى بها روّاد الأغنية الشعبية اللبنانية ؛ وهي كما تقدّم تطرق أغراضاً غير غرض الأغنية الحضرية التي شاعت في الحواضر في برّ الشام وفي مصر وكان محورَه الحبيبُ وصدُّه وهجرُه وودّه . قرض الشاعر الريفي اللبناني الشعر من بيئته فجاءت أغراضه ريفيّة مثله ومثل بيئته ؛ ومن درج صبيّاً في الرّيف في بلاد الشام يعرف صورة الفلاح العائد من حقله بعد يوم عمل مضنٍ من طلوعها الى مغيبها ، وكيف كان لقاؤه بالقرية لدى عودته من الحقل البعيد . أذكر مما أذكر من طفولتي في الريف بعض المواقف الطريفة التي كانت تردّد ساعة الغروب في الصيف لدى أوبة الفلاحين من حقولهم ، وقد باتوا محطّاً للتندّر والفكاهة المحببة مع جيرانهم من الموظفين والتجار والحرفيين والرعـاة . تعجق الصورة الرحبانية التالية كذلك بموقف لا يخلو من ظُرف ساعة محاولة أبي فارس الفكاك من قبضة الجوق وقد تمنّى الأخير عليه أن يسمعه موالاً صغيراً وحسب ، قبل أن يتفرّق كلٌّ الى غايته . ثم هدّدوه بإيهام أم فارس أنها لا زالت شابة ، فرضخ صاغراً وتشبّب بتلك التي تفاهم معها ولم ينبسا ببنت شفة .


تفضّلوا ، اقرأوا واسمعوا وتفكّروا

قديشنا صحبة أنا وهالبيـر ؟ عتاق نحنا من زمان كثير
قدّيش : سبق التعرّض لها وأصلها : "قدر أيّ شيء" ، والمعنى كم لنا نحن والبئر أصدقـاء قدامى !

وغماق شو في أسرار مضويّة بقلوبنا ودموع ومشاوير
غماق : جمع غميق أي عميق والقصد أننا كالبير سرّنـا عميق

قدّيش صار لي بعرفُه شو عمر ، جيل البيادر والاولاد السّمر
شو : أيُّ شيءٍ هوَ . هي بالأساس أداة استفهام أما هنا فشو عمر بمعنى عمر طويل .

أيـام كان الغمر خلف الغمر موسم صبايا وحب وشحارير
غمر: آرامية وتفيد حزمة من السنابل أو غيرها وجمعها غمار . شحارير : مفردها شحرور وهو طائر غرّيد صغير أسود اشتقّ اسمه من لونه ، إذ أنّ الأصل السامي لثلاثي ش ح ر تفيد معنى السواد .

يا بير هالكانت توالفـنا ، بتمرق كأنها ما بتعـرفنا
هالكانت : التي كانت . توالفنا : تألفنا . بتمرق : تمرُّ .

زرعـنا سقيـنا الزرع وقطفنا وبدنـا نسرّب ما بقى بكّير
نسرّب : نعود مساء الى البيت . سرّب (القاموسية): أرسل الشيء قطعة قطعة ، ولذا فقد يكون المعنى أيضاً أننا سنؤوب وحداناً ، الواحد تلو الآخر . بكير : باكراً .

الجوق : عوافي يا بو فارس تعبان كتير
دايماً بنشوفك حارس عا حفاف البير
وديع : خلصت الشغل وما ظلّ عليّ ولا جلّ
جَلّ : قطعة أرض جبلية يقام فيها جدار لمنع تربتها من الانجراف والمعنى أنه انتهى من العمل على آخر جدار واقٍ .

مرقت شربت ورح فلّ الليلة بكّير
فلّ : غادر وهي قاموسية وتفيد المقابلة السامية معنى شقّ أو فصل .

الجوق: يا بو فارس شو عملنا لا تسألنا
سآل سآل معاولنا بتحكي وبتطير
عم تشتاق الغنّيّة عالقمريّة
القمرية : نافذة صغيرة مستديرة مزجّجة فوق الباب أو الشباك ينفذ منها ضوء القمر. وقد درج الرحابنة على استعمال هذه المفردة في العديد من أعمالهما مثل " يا ناطور القمرية" ، وقد يحضرني غيرها لاحقاً .

ومَدري الليلة وين بدها تصير
مدري : لست أدري . بدها : أصلها بودّها
الليلة السهرية عا بير الميّة
وحياة عيونك بو فارس بدنا غنّيّة
انتو عَ عيوني لكن عيفوني
عيفوني : أعفوني من هذه المهمّة .

بخاف الملعونة هاي مرتي تقوم تيجي عليّ
تيجي عليّ : تجيء فتداهمني متلبّساً بالجريمة ، " أجا عليه " أي داهمه أو فاجأه من حيث لا يدري .
وك يا بو فارس ! وحياته فارس
وك: من وَلَك أَو ورك وهي أداة نداء مؤلفة من الواو للنداء أو الاستغاثة أو الندبة واللام حرف جرّ والكاف ضمير المخاطب وكأنه يقول : : لكَ النداء يا هذا . وقد مرّ التعرّض اليها في "طلّ الصباح" تحت لفظ "كخيي" : أي يا أخي وأصلها فيما يبدو "ولكَ النداء يا أخي " .
إن إجِت إم فارس بنقلّها بعدك صبيّة ...
له له له له !
إجِت : جاءت .
وحياة عينك بدنا صوت صغير وبس
بس : فقط ، كفاية ، وقد تأتي ظَرفاً بمعنى عندما مثل بس تيجي أو بس نروح . صوت : في الغالب موّال أو ارتجال من أبواب الزجل أياً كان ، وقد نُسج المصطلح "صيّيت" أو "صوّيت" أي صاحب الصوت الجميل أو القوي من نفس المصدر مجازيّاً . وروى وديع في أكثر من مناسبة ومقام أنّ جدّه أبا بشارة كان "صوّيتاً " ، وهو أوّل من علّمه الميجانا والعتابا ، رحم الله عظامه على هذا الفعل العظيم .

غنّياتك في جلساتك بتخلّي الحجار تحسّ
لك عيفوني ضايقتوني بصير بدّي غنّي عاللسّ
عاللسّ : أغنية خفيفة الدم تبدأ بهذه الكلمة ، ولسْ تفيد معنى خفية أو تسللاً .

مش رَح نقنع حتى نسمع منك صوت صغير وبس
مش رَح : مش أداة نفي ، و"مش رح" تفيد معنى لن أفعل كذا في المستقبل وتقابلها بالإنكليزية : I am not going to.

لمّن شافتني تنهّدت من دون حكي
لمّن : أصلها " لمّا أن " : عندما .

ورغرغت بالدمع قصدها تشتكي
واحمرّ ورد خدودها وتكيِت خجل
تكيت : اتكأت ومالت وانحنت .

من غصّتي ما قدرت قلها شو بكِ
شو : أيُّ شيءٍ هوَ ، وهي كما تقدّم أداة استفهام كما "شو بدّك" و"شو صار" وما الى ذلك .

وضمّيت واقف وهي كمان وقفت معي
ضمّيت : ظللت ، بقيت . كمان : أيضاً .

رحنا ما قلنا لا رجاع ولا ارجعي
وتنيناتنا بهالوقت كنا بلا وعي
عرفنا شو حكيوا قلوبنا من التكتكة
شو : ماذا أو اسم موصول بمعنى ما أو الذي ، وهذا معنى ثالث للّفظة غير الاستفهام وأي شيء هو . التكتكة : سبق ذكرها في التعرّض لنصّ السبعلي طلّ الصباح : أصدر صوتاً كدقات الساعة والقصد هنا صوت دقات القلب .

لا هي حكتني ولا طلع مني حكي
يا ورد كيف تا من الوصال حرمتني
قدّيش عا دروب الهوى مرجحتني
مرجحتني : من المرجحة أي التسويف رُح وعُد وعدم البتّ في الأمور ، وقد جاء المصطلح تصويرياً من الأرجوحة التي تراوح مكانها دونما غاية .

موتّني تا سمحت لي أقطف قمر
قمر : زهرة وجمعها قمار أي زهور ؛ وقد وردت اللفظة في الكثير من أغنيات الوديع وكنا نعتقد أنه يعني ذلك الكوكب القريب بينما قصد الزَّهرة وأخواتها .
ومن بعد ما مدّيت إيدي جرحتني
يا ورد ....

تهنّوا ...

أخوكم
الفارابي
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 Al-bir.mp3‏ (6.89 ميجابايت, المشاهدات 192)
رد مع اقتباس