عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13/06/2007, 08h39
الصورة الرمزية نوسة الفرجانى
نوسة الفرجانى نوسة الفرجانى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:25146
 
تاريخ التسجيل: avril 2007
الجنسية: ليبية
الإقامة: ليبيا
العمر: 43
المشاركات: 126
افتراضي رد: الملحن الليبي مسعود بشون نقلا عن مقابلة مع جريدة جليانة الجزء الاول

مسعود بشون الذي اختفى اسمه وراء أعماله الجميلة التي تشكل بصمة متميزة في كنف الأغنية الليبية المخضبة بالآصالة والعراقة – ألا يحزنك نجاح أغانيك وعدم انتشار اسمك ؟ .

في فترة الستينيات كان اسم صاحب العمل الأدبي أو الفني يقفز إلى الصدارة بين فقرات البرامج الإذاعية ، وكان مذيع ربط البرامج بالإذاعة الليبية عند تقديم الأغنية يقول نقدم إليكم أغنية من كلمات كذا ومن ألحان كذا وغناء المطرب كذا – أما في أيامنا هذه فإن الأمر يختلف في كثير من الأحيان حيث يكتفي بذكر اسم المطرب – ولأنني شخصيا ً لا أكتب الأغنية من أجل الشهرة أو المنفعة الشخصية في ذلك الوقت بل لاعتقادي بأنها تعبير عن ذاتي وذات الآخرين الذين يبادلونني نفس الإحساس والمشاعر ، ما جعل أغلب الأغاني التي كتبتها تجد مكانها في قلوب الناس ، كلمة ً ولحنا ً وأداءً مثل أغنية "يطق القلب "التي لحنها المبدع عبد الباسط البدري وشدا بها الفنان المتميز المرحوم / نوري كمال – وكذلك أغنية يا أمي الباب يدق – شوفي منهُ جاي

لدقاته قلبي رق وفاح العطر إحداي

تغنت بها الفنانة التونسية عُليه رحمها الله ، والتي عرّفني بها الفنان الشاعر ومقدم البرامج الهادفة ومؤسس فرقة الفنون الشعبية بطرابلس المرحوم / محمد حقيق ، الذي كنت أحمل له الكثير من مشاعر المحبة والتقدير . إن كثيرا ً من الأغاني الناجحة التي تغني بها مطربون ومطربات من الأقطار العربية ، قد لاقت صدىً لدى مجتمعات تلك الأقطار ، ما جعل حزني يتبدد وحلت مكانه البهجة والسرور ، وأيقنت أن الأغنية الليبية هي حلقة تواصل بين الشعب الليبي والعربي ، وخير سفير يعّرف الآخرين بنا – مثل أغنية

قمري يايمه ..... كل ليلة يطلع

وين يوصل بابي ..... قدامه يركع

ويطل بنوره ... يهدي في زهوره

لقلبي المتولع يايمه .... كل ليلة يطلع قمري

والتي لحنها الأستاذ / كاظم نديم تدين له الأجيال وإبداعاته واكتشاف الكثير من المواهب في مجال الغناء والتلحين وقد تغني مطربة تونس المتألقة نعمة بأغنية قمر يايمه .

نحب أن نتذكر معك ذلك الزمن الجميل ، ماذا تحفظ الذاكرة عن ذلك الزمن ؟ .

لعل أجمل وأبرز ما يرضيني بذلك الزمن الجميل كما ذكرت، تلك الروح التي كانت سائدة بين أبناء ذلك الجيل جيل الستينيات الذي تميّز بالبحث عن المعرفة ، واكتساب شتى ألوان الثقافات ومواصلة الإطلاع والقراءة ، التي أسهمت في تنمية وتوسيع مداركه ، وصقل مواهبه من خلال إقامة الندوات والمشاركات الفكرية والكتابة في الصحف والدوريات ، وغيرها من الأنشطة التي ساعدت في إبراز ذلك الجيل . هذا ما أذكره باختصار شديد عن ذلك الزمن الجميل ، ومساهمته في ربط أواصر المحبة والوفاء بين أفراد المجتمع الليبي ، وامتدت إلى الجيل الحاضر الذي عاصر الاحتلال الأجنبي لبلادنا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، كان جيلا ً عصاميا ً متعطشا ً إلى المعرفة والعلوم . وأبرز الكثير من المواهب والمبدعين في المجالات كافة أمثال الأساتذه د. فؤاد الكعبازي والأستاذ د. خليفة التليسي والأستاذ الشاعر رجب الماجري والدكتور وهبي البوري والأستاذ علي مصطفى المصراتي والأساتذه الدكتور محمد أحمد وريث –والدكتور علي فهمي خشيم – والشاعر حسن السوسي وعلي لطفي عبد القادر والدكتور أحمد ابراهيم الفقي والدكتور عبد الحميد المجراب والشعراء خالد زغبية وحسن صالح وعلي الرقيعي ومحمد الشلطامي وعبد ربه الغناي والصحفي عبد القادر بوهروس والفنانين علي الشعالية وسالم بشون وعوض عبيده ومصطفى المستيري والكثير من الفنانين التشكيليين أيضا ً أمثال الأساتذه علي العباني وحسن بن دردف . وألتمس العذر عمن أغفلته الذاكره ..

التواصل بين الأجيال الفنية الليبية . كيف تراه وإن كنت أشعر أن هناك حلقات مفقودة في هذا التواصل – هل جيل الرواد هو المقصر أم الأجيال اللاحقة ؟ .

أما عن موضوع التواصل بين الأجيال الفنية الليبية .. إن التواصل موجود كما تحدثت عنه سابقا ً بين جيلين من المبدعين السابق واللاحق ، وكان الجيل السابق ومبدعوه الذين سهلوا لنا الطريق للحاق بهم وأوصلونا لما نحن فيه الآن . ولا أعتقد أن هناك حلقات مفقودة لأن مسيرة العطاء مستمرة بين الأجيال ، ولم تتوقف لأن سنة الحياة تكمن في التواصل والارتقاء بالأعمال اللاحقة .

ماذا يمثل لك كل من هؤلاء :

الشاعر حسن صالح . علي الرقيعي .سلام قدري .الفنانة التونسية عليا . حسن عريبي . صالح بن دردف ؟.

هؤلاء الذين ذكرتِ أسماءهم برزوا في مجالات مختلفة في الأدب والفن ، وأحتفظ لهم في وجداني بأغلى الذكريات ... فحسن صالح وعلي الرقيعي إشارات وعلامات مضيئة في درب الحياة الأدبية في بلادنا وإن قصيدة / الطائر الأخضر كانت بداية التطلع إلى الغد الذي كان ينشده الناس . وهذه القصيدة للشاعر حسن صالح . أما الشاعر علي الرقيعي فله قصيدة جميلة أذكر مقطع منها يقول :

الشعر ملحمة تشدو الجموع بها

للشمس يحملها طوفانها العــــرم

وما قصائد هؤلاء الشعراء إلا تأكيد على تطلعنا إلى الأفضل ومازالت تشكل لنا زاداً ومعينا ً في مسيرتنا الأدبية والفنية . وكانت تربطني بهم صداقة حميمة مخلصة . وسوف أحتفظ لهما بفيض المشاعر النبيلة إلى الأبد . أما بالنسبة للفنان / سلام قدري صاحب الصوت الدافئ والحالم الذي جسد بألحانه وأدائه الآصالة والعراقة الليبية ، تغنى لي بأكثر من أغنية مثل أغنية :

أنا غزالي مردوع الطول – على خده هذبه مسبول

والأغنية الوطنية

على أرضك يا بلادنا .... يا جنة أولادنا

نزرع ونشيد بنيان ... ونتغنى بأمجادنا

أما الفنان القدير / حسن عريبي موسوعة عربية ليبية في الأعمال الموسيقية في مجال التراث والإسلاميات وفن المألوف والتقاطيق في مجال التخت الشرقي .. وكان لهذا الفنان الحضور والتجديد في مجال اللحن للأغنية الليبية ، حيث جعل منها عملا ً متناسقا ً تلحينا ً وأداءً ، الأمر الذي جعلنا دائما ً متلهفين إلى أعماله الإبداعية ، وقد ربطتني به صداقة حميمة سنة 1958 م ،أثمرت أعمالا ً إبداعية بيننا . منها أغنية صاغها لحنا ً وأداءً يقول مطلعها :

طيف الحبيب جابه منام الليل

جرت دمعتي منه مغير نسـيل

ثم تغنى بها أيضا ً الفنان أحمد كامل بصوته الشجي . أما الفنان التشكيلي / صالح بن دردف الذي تميز في مجال الرسم الساخر " الكاريكاتير " فقد تميز بالعمل الصحفي في مجال الإخراج والإشراف الفني على بعض المجلات والصحف التي كانت تصدر في تلك الفترة . وله محاولات جيدة في مجال كتابة الأغنية ومنها أغنية" تعال يا غالي " التي تغنى بها الفنان القدير محمد صدقي رحمه الله . وهذا الفنان صالح بن دردف رفيق لي منذ الصغر في السراء والضراء ونتمنى أن يواصل العطاء .

ما أسباب فتور الحركة الفنية المحلية بشكل عام خصوصاً الأغنية فلا رعاية للمواهب أو تأهيل علمي أكاديمي أو وجود فرق موسيقية ثابتة ومتطورة ؟ .

السبب الأول هو عدم وجود الآصالة فيمن يضعون الأغنية الليبية في إطارها الشعبي ، وتأثرهم بألوان أخرى لا تمت إلى فننا الشعبي بصلةٍ ، حيث أصبح كل من هبّ ودبّ يكتب الأغنية الليبية ويلحنها . وطالعتنا أغاني ممسوخة لا تمثل تراثنا ولا تعبر عن أحاسيسنا وأذواقنا . ما جعل أذاننا تنفر من سماع هذه الأعمال والتي يصفونها بالتطور والتجديد . وأنا لست ضد تطور الأغنية الليبية نظما ً وتلحينا ً وأداءً ، بشرط ألا يكون ذلك على حساب التراث والآصالة والاعتداء على الذوق العام .

ما تقييمك الآن لكلمات الأغنية الليبية ومن هم أقرب الشعراء إلى نفسك ؟ .

بالنسبة لتقييم الأغنية الليبية فإن هناك أغاني جميلة تطرب لها النفوس ، كما أن هناك أغاني أخرى تدور في حلقة واحدة ، متخذة من البكاء والأنين والألم والجراح المهانة والخيانة ، مجالا ً للعب والعبث والألفاظ الركيكة ، ومحورا ً تدور حوله .

إن أقرب الشعراء إلى نفسي هؤلاء الملتزمون بالتراث والصدق .

لأن كتابة الأغنية صدق ومعاناة ، وأقرب شعراء الأغنية الأستاذ / مسعود القبلاوي أمد الله في عمره والشاعر المتميز علي السني والمرحوم عبد السلام قادربوه وعبد العزيز التومي ، هؤلاء جميعا ً أحمل لهم في نفسي أجمل الذكريات والتقدير وهناك الكثير والكثير من المبدعين لا يتسع المجال لذكرهم .

ماذا كتبت عن ليبيا الوطن ؟ .

ليبيا هي الدم الذي يجري في عروقي وهي الأم والوطن الذي أعيش على تراثه وهي الدافع الذي يحرك فيّ الشعور بالفخر لأتغنى وأكتب قصيدي في شتى ألوانه ، وأكون مقصرا ً في حقها وصغيراً مهما كتبت وألهمت بقدسية الإلهام والعطاء .

- كثيرون يتصدون للتاريخ الفني الغنائي في ليبيا وتتضارب المعلومات . في رأيك من هو الشخص الجدير بهذا التوثيق وما شروط التوثيق ؟ .

آمل من أمانة الثقافة والإعلام أن تقوم بحصر هذه الأعمال وتوثيقها بأسلوب علمي بالصوت والصورة ، في جميع ما أقدم من أعمال فنية وتراثية وقومية .

- أعلم أنك من رواد الإذاعة الليبية وهذه فرصة لتوثيق جانب من جوانب تلك المرحلة بنزاهة وتجرد من فنان في قامتك معاصر للبدايات ؟ .

لقد أسهمت بعطائي المتواضع جدا ً في مجال العمل الإذاعي حيث شاء لي القدر مصاحبة الذين عملوا في صمت وعزم ومثابرة عند إنشاء الإذاعة الليبية في منتصف سنة 1957 م – وكان للأستاذ / إبراهيم أطوير شفاه الله وأطال في عمره ، الفضل في خلق كوادر تمتهن العمل الإذاعي فنيا ً وإبداعيا ً في ذلك الوقت . ومن الذين نذكرهم بكل خير ، المبدعة الراحلة رحمها الله / خديجة الجهمي، التي كانت لها أيادٍ بيضاء على الإذاعة ، في وضع البرامج الهادفة مثل " أضواء على المجتمع " الذي عالج الكثير من المواضيع الاجتماعية وبرامج الأطفال وغيرها الكثير من البرامج . والمرحوم / عيسى بالخير المذيع المبدع الذي كان يقدم برنامجا ً قصيرا ً من خمس دقائق . يسمى " أخي المواطن " يتناول الكثير من القضايا الأدبية والثقافية والسياسية وغيرها .

والإذاعيون / خالد محمود وبلقاسم بن دادو وعبد الله عبد المولى وسعد إسماعيل ومحمد المطماطي وفرج الشريف وأمينة الوداني وعلي الشعالية وفاطمة العلاقي . وهؤلاء جميعا ً كانوا متخصصين في تقديم البرامج الحوارية ، وإدارة الندوات واللقاءات الإذاعية على الهواء واللقاءات المباشرة مع المواطنين في الشارع، لنقل آرائهم وأفكارهم في ذلك الوقت ، وساهموا في التمثيل والإخراج الإذاعي . في وقت كان يفتقر إلى العناصر التي لها دراية بالفن الإذاعي . وفي مجتمع ٍ كان يعتبر عمل المرأة والغناء معرة ينبذها ويعيب على ممارسيها .
__________________
تتفكري ماضي مشي يا ريدى
لحن الهوى غنيه لية وعيدى
رد مع اقتباس