عرض مشاركة واحدة
  #402  
قديم 29/04/2009, 22h29
Alfarabymusic Alfarabymusic غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1729
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الأراضي المقدّسة
المشاركات: 142
افتراضي رد: وديع الصافي

لا فض فوك أبا ابرهيم !!
غنّى الوديع لملحنين غير لبنانيين فضلاً عمّن تفضلت بذكرهم ، لكل من : توفيق النمري (الأردن) وطارق عبد الحكيم (السعودية) ومحمد محسن وسهيل عرفة (سوريا) ورياض السنباطي (مصر) ورياض البندك (فلسطين) ومحمود الكويتي (الكويت) وأسماء أخرى لم اقف على جنسيتها ولم اقع على تراجم يعوّل عليها بهذا الشأن . المقصد انّ الوديع لم يكن فيما يبدو ، يتردّد في أخذ لحن يعرض عليه ، كائنة ما كانت جنسية الملحّن ، شريطة ان يرقى اللحن الى الدرجة التي ارتآها الوديع .
ولنا في لحن السنباطي للوديع (نغم ساحر) عبرة وَعِظة ، فقد أتى اللحن مأثرة لحنية تسجّل في سجلّ الملحّن الحافل كأحد أجمل الألحان التي أوتي هذا العظيم ، مما يدلّ أنّ الأمر كان رهناً بالملحّن ، فالصافي لم "يوصي" على اللحن لدى السنباطي ، بل قام الأخير بعرض اللحن عليه لينال لديه الحظوة المتوقّعة فراح يغنّيه . أما باقي الملحّنين الذين لم يغنّ لهم الوديع فيبدو أنهم لم يعرضوا عليه ألحاناً تلقى لديه الحظوة ذاتـها ، فكانت النتيجة اننا لم نسمع من ألحانهم بصوت الوديع شيئاً .

حتى عبد الوهاب ، ذلك الذي ينسب اليه خطأً لحن "عندك بحرية" - وهو لحن قديم تغنّى به قبل الوديع بعشرات السنين آخرون أذكر من بينهم يوسف تاج وفرج الله بيضا - لم يعرض على أبي فادي لحناً ذا بال طيلة أربعة عقود نشط فيها الإثنان كلٌّ في مدرسته ، رغم التقدير الكبير الذي تبادله الإثنان في السرّ والعلانية ، ورغم أن الوهاب كان قدّم ألحاناً لبنانية المزاج نادرة الجمال لصباح (كرم الهوى وعالضيعة ... ) ولفيروز (سهار وسكن الليل ومرّ بي ...) وأثمر التعاون مع الرحباني توزيعاً رائعاً لألحان عبد الوهاب قام به الأخوان لنشيديّ "حيّ على الفلاح" و"الغد الكبير" (سواعد من بلادي) !

تكمن المشكلة إذن في الملحّنين من جهة وفي الوديع من الجهة الأخرى ، فالرجل ملحّن بنفسه ويعرف أولاً حق المعرفة ماذا يريد من غنائه ومن قدراته الجبارة ولا يرغب أن ينازعه في نفسه احد - ثانياً ؛ وإلا فكيف من الممكن تفسير عدم عودة الوديع الى غناء لحن آخر لملحن موهوب هو جورج تابت ، الذي غنى له "زرعنا تلالك يا بلادي" التي طبقت شهرتـها الآفاق ؟ ثم لماذا لم يغنّ الوديع رائعة السنباطي المذكورة على فرقة موسيقية في استوديو واكتفى بتسجيلها على العود منفرداً ؟ ولماذا لم يثمر التعاون الصافي - فيلمون وهبة أو الصافي - زكي ناصيف أو حتى مع الرحابنة ، رغم أنهم من نفس البوتقة التي صهرتهم ، وقد كانت لهم في الماضي مشاريع مشتركة أثمرت أعمالاً خالدةً ؟

هي مجموعة أسئلة لا إجابات قاطعة عليها ، وهي مجرّد أفكار خطرت لي ، فقلت أشرككم بـها والسلام ؛ والشكر كل الشكر لمن ساهم في إحياء ما درس من باب الوديع ، بشاردة أو بواردة .

أخوكم
الفارابي
رد مع اقتباس