عرض مشاركة واحدة
  #404  
قديم 05/05/2009, 21h36
Alfarabymusic Alfarabymusic غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1729
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الأراضي المقدّسة
المشاركات: 142
افتراضي مارون كرم

تفضّل يا باشمهندس نسيم :

مـارون كـرم


مارون شكري كرم ابن قرية بحنّين على حدود الجنوب الشمالية التي تطلّ عليها نيحا مسقط رأس الوديع من علياء الشوف . ولد أول أيام عام 1932 ، ثاني احد عشر ولداً لوالديه ، لعائلة كرم التي انتشرت في قرى الناحية ، في "بحنّين" كما في "عارَيْه"، بلدة جدّّة الوديع أم بشارة . وقد ربطت بين العائلتين أواصر صداقة ووشائج قربى ومصاهرة ، إلا أنّ فارق العمر بين الاثنين – عقد كامل - قد حال دون لقائهما في مسقطي رأسيهما ؛ فكان أن افترقت طرقهما بعد انتقالهما الى بيروت ، كلٌّ وظروفه .

عام 1959 عاد وديع من سفرة الى أميركا اللاتينية فالتقى مارون وقد قدم هذا ليسلّم عليه وكان قد طبع ثلاثة دواوين : "مروان وسلوى" و"رسائل غرام" و"شوق وحنين" وبدأ صيته يذيع ، الا أنّ أحداً لم يغنّ له حتى ذلك الحين . أوّل ما أسمع مارون وديعاً كانت قصائد "لا انت راضي" و"عرزالنا الأخضر" و"يا قلبي حنّ عليها" ، تلقفها الصافي وأشار على كرم أن يراجع لجنة النصوص في الإذاعة - وقد ضمّت كلاً من الشعراء أسعد سابا وعبد الجليل وهبي وعاصي ومنصور الرحباني - لتجيزها ، ففعلت . وبعد اسبوع كان وديع قد لحّنها وسجّلها لتبثها الإذاعة ، فطبّقت شهرتها الآفاق ، متوّجة مارون كرم شاعراً غنائيّاً . استفرد وديع بمارون خلال العقدين القادمين فغنّى له أكثر من مائة وخمسين قصيدة ، فعُدّ بحقّ أغزر شاعر غنّى له الصافي على الإطلاق ، في مرحلة تعدّ غرّة الغناء الوديعي على مرّ العقود السبع الأخيرة ؛ وكان مارون سعيداً أن يكون شاعراً في بلاط الملك الصافي ، كما أشار في مقابلة معه ، كما ولم يتحاسبا مطلقاً ، فلا هو طلب شيئاً لقاء شعره مرّة ولا بخل الوديع مرّة .

ليس هنالك ضبط دقيق بجميع ما أخذ الوديع عن كرم ، كما ولم نفلح في احصاء أكثر من ثمانين منها ، بينمت غيّض النسيان مثلها على الأقل ، شأنها شأن سائر قواعد بيانات الغناء في لبنان ، ريفيُّهُ وحضريُّهُ . كما وأنّ المعلومات المتاحة ، وهي جدّ شحيحة ، وإن أشارت الى اسم الشاعر فإنها أغفلت السنة التي صدر فيها العمل ، فأمست قاعدة البيانات مشوّهة مرّتين . بيد أنّ المتمعّن في هذه القاعدة المشوّهة سيلحظ من العيّنة أنّ الغالبية العظمى من الأعمال التي جمعت بين الوديع وكرم كانت في الستينات من القرن الماضي وبالتحديد ما بين 1959 و 1971 ، بينما لم تشر القاعدة الى تواريخ الأعمال الأخرى ، وإن ضبطتها اسماً . كان آخر ما غنّى وديع لمارون زرعنا تلالك عام 1973 في مدينة الفرح للحن جورج تابت ، ثمّ وقع بينهما جفاء وقطيعة كان وراءهما كرم كما اعترف بنفسه ، والاعتراف في هذا السياق كما في غيره سيّد الأدلّة .

اشتملت أعمال كرم للوديع على صنوف الغناء الريفيّ المعروفة من ميجانا وعتابا ومعنّى وقرّادي وقصيد وغيرها ، ودارت أغراضها ما بين الحبّ والحنين الى الوطن وشتّى أغراض الغناء الريفيّ ، فكانت الأعمال الخالدة مثل : إمي يا كلمة حب ، اندق باب البيت ، الحب هالحرفين ، طير الطاير ، خضرا يا بلادي ، دولاب العمر ، زرعنا تلالك ، زهور الدني ، شو صار مدري بحالها ، صرت متلك ببيّ ، يا عيون بابا ، وردة بحوض الدار ، الضيعة والمدينة ـ كبيرة يا ابني فرحتي ، لمّن شافتني تنهّدت ، يا بو المرجلة ، يا قلبي حنّ عليها ، البيخفف عقله ، ، ما بتذكري ، بتنهّد وإيدي على خدّي ، ليالي الهجر ، مرسال الهوى ، باعتلك سلامي ، لملمت كل حوايجي وفلّيت ، خدودك يا حب الرمّان ، والثلاث الأخيرات من تلحين عفيف رضوان ، هالخدود ، رسالة محبة ، شو عاد بدّي فيك ، يا شمعة الفرحة ، وغيرها مما لم نقع على بياناته كما تقدّم .

لم يطلب وديع مرّة الى كرم أن يكتب له موضوعاً ، الا أنّه كان مُلهمَهُ فيما نظم ، وقد رأى وديعاً يغنّي شعره وهو بعد ينظمه . كانت ضيعتاهما نصب أعينهما في أعمالهما وقد درج الاثنان على التواصل مع مسقطي رأسيهما يتغذّيان من هوائهما وناسهما كلّ عام من جديد بمرأى ومسمع وملمس من الريف تحت ظل سنديانة وارفة . جمع هذا التعاون قصير الأمد نسبياً الاثنين إبّان عقدين تقريباً ؛ كانا ، وبحقّ ، أغزر وأغنى العقود السبعة التي حظينا بها والوديع يصدح بين ظهرانينا .

أخوكم
الفارابي
رد مع اقتباس