[نهاد عسكر]

وديع الصافي ...
الفنان الوديع ... والصوت الصافي
أحبتنا في سماعي .. تحية طيبة

بدأت حكاية الفنان وديع فرنسيس ابن الجبل الصامد, الصلد الشامخ , من قريته التي تغنى بجمالها وهدوئها بعيدا عن صخب وضجيج شوارع المدينة تحت أشجار البرتقال والليمون .
الانسان الذي ولد عاشقا للريف , يغازل مفردات الحياة الريفية البسيطة , يناجي شجر اللبلاب الذي يغطي سطح داره . امتلك صوتا نادرا صعب أن يتكرر أو يجاريه أحد , صوت فارع الطول والعرض والمساحة الصوتية القوية , ورثه عن جده لابيه (يوسف جبرائيل فرنسيس) .
عام 1937 وصل بيروت ليقف أمام لجنة الاذاعة المؤلفة من ( سليم الحلو وألبير أديب – صاحب مجلة الأديب اللبنانية المعروفة – وميشيل خياط ومحي الدين سلام – والد المطربة نجاح سلام ) أستمعت اللجنة لغنائه وأدهشهم بصوته الرائع وقرروا تسميته (وديع الصافي) نظرا لقوة وصفاء صوته . وهكذا بدأ مشواره الفني يغني المواويل والقصائد والموشحات والاغاني القصيرة وبقي صوته ينساب صافيا صفاء ماء العيون المنسابة من الجبل الذي ينتمي له وهو جزء منه .
واجمل ما قيل بحقه من قبل الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب (( صوت وديع , يبقى تلك الحديقة الغنّاء التي تجد فيها من كل الزهور , ومن كل الأشواك )) .
وبعد ماذا نقول أكثر وأجمل مما قاله عبد الوهاب بحقه .

العراق/ نهاد عسكر