عرض مشاركة واحدة
  #495  
قديم 02/01/2010, 22h34
Alfarabymusic Alfarabymusic غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1729
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الأراضي المقدّسة
المشاركات: 142
افتراضي رد: وديع الصافي

وهذه لعينيّ وأذنيّ الأستاذ بشير عيّاد الذي غمرنا بفضله ففاض ذوقه وأدبه عن الجمام :


طلّ الصباح وتكتك العصفور
شعر : أسعد السبعلي * ، لحن : وديع الصافي


هذه طلّ الصباح وتكتك العصفور ، واحدة من الخالدات اللواتي لحّنها الوديع من على مقام الهـُزام لشعر أسعد السبعلي ، وغنّاها أوّل ما غنّاها عام 1946 . وهي من نوع القصيد : زجل يشبه مثيله من الشعر العربي نظماً وشكلاً وبحوراً ، ينظم على رويّ واحد في الصّدور وآخرَ في الأَعجاز . تُعتبر طلّ الصباح من غرر المرحلة الاغترابية - التي سبقت مرحلة ازدهار المهرجانات أواخر الخمسينات - تعجق بصور وبتعابير وبتشابيه وبعادات من تقاليد الريف اللبناني الصّميم ، جعل منها وديع محرّكاً لمشاعر الحنين لدى المهاجرين العرب في بلاد الاغتراب ، وإن لم يرِد فيها خطاب صريح يدعو الى نبذ المهجر ويحضّ على العودة الى حضن الوطن .
أنصح بسماع الملف المرفق مع قراءة الشرح البسيط أدناه لتتّضح الصورة بشكل مغاير عمّا سبقه من استماع من غير الالتفات الى النصّ الشعري والصور والتشابيه التي يعجق بها القصيد . وبقي أن أنوّه أنني رفعت هذا الشرح أوّل ما رفعته الى منتدى زمان الوصل الذي أتشرّف بالانتماء اليه وإلى صحبتة الراقية التي أتعلم منها على الدوام .

يا ألله ! إتّكلنا ...


طلّ الصباح وتكتك العصفور ، سهِرنا وطوّلنا بنومتنا
تكتك : أسمع صوتاً خفيفاً يشبه صوت الساعة وفصيحها تكتك من البرد اصطكّت أسنانه ارتعاشاً ، مثل "قضقض" . وتكتك النبات أيضاً أي مشى فوقه فشقّه .

شوفي الشفق فرّق علينا النور والشمس منشورة عخيمتننا
والكون غاشي والفلك مسحور من سقسقة ميّات نبعتنا
شوفي : أنظري . غاشي : من غِشي أي أغرق في الضحك مثلاً مسترسلاً فيه حتى كاد أن يغمى عليه ؛ ونقول "غشي الولد" عندما يبكي متالّماً فيروح في شبه إغمائة قصيرة قبل أن يصرخ . سقسقة : صوت ضعيف يصدر عن الطير عادة . ميّات : جمع ميّ - مياه .

يختي اسبقيني وولّفي المعدور حتى نكفّي نكاش بورتنا
ولّفي : حضّري أعدّي ، المعدور : المِعوَل ، حتى نكفّي : نكمل نكاش : نكَش أو ركَش الأرض قلبها بالمِعوَل ، بورتنا : أرضنا البور غير المزروعة .

ليكِ الجدايا هَدهَدوا المعْبور وخرّبوا مْطاعيم كرمِتنا
ليكي : أصلها اليك : أنظري ، الجدايا : الجديان ، هدهدوا : هدّوا بصيغة التكرار ، المعبور : الجسر ، مطاعيم : صغار الشجر ؛ ويمكن أن تكون إمّا من "أطعمت الكرمة" أي أينعت فحان قطافها أو من تطعيم الشجرة الذي يتمّ عادة في الربيع ، أي تركيب غصن من شجرة بآخر منها ليتكوّن منهما غصن واحد يثمر ثمراً أجود ، أو تركيب غصن على غصن من شجرة آخرى من الفصيلة نفسها كاللوزيات أو الحمضيات بأنواعهما ، والكرمة مثلهما .

عيّطيلِك صَوت للنّاطور ، مِعزة أبوطنّوس خربِتنا
عيّط : صرخ منادياً ، وكذلك بمعنى وبّخ وزجر أما في العامية الفلسطينية فعيّط : بكى . استنفري الناطور فيزجرَ عنـزة أبي طنوس التي خرّبت الشجيرات حديثة التطعيم .

ضَهري يا خيّي من التعب مكسور ونقطة ميْ ما في بجرّتنا
وبدّي لحمايِ زِقّ عالتنّور وإندَه بدربي بنِت جارتنا
بدّي : أصلها بودّي . زِقّ : أنقل الأمتعة من الى . التنّور : حفرة في الأرض تبطّن بخزف أو بقرميد يحمّى ليُخبز فيها . إندَه : أنادي

تترقّ معنا الخبز يا منصور راحِت عْياري كلّ خَبزِتنا
تترقّ : كي ترقّ وهي عملية ترقيق الخبز المعروفة قبل خبزه فتصبح واحدته "مرقوقة" وفصيحها رقاقة ، أما خبز الرقاق فهو واسع ورقيق للغاية حتى يكاد يكون شفّافاً . منصور هو الأخ المخاطب . عياري : ذهب جميع خبزنا إعارة ، وقد درجت العادة في القرى على استعارة الخبز وردّه لاحقاً .

شِغِلنا بايِتْ علينا كْسور وحمّضِت بِتكون عَجنِتنا
كسور: بمعنى مكسور أي تراكم علينا الشغل . حمّض : فسد العجين لأنه لم يخبز في أوانه .

يا ختي عفاكِ ، رّوجي يا بدور ، راح النهار والشمس غدرتنا
روّجي : أسرعي

ومرشقيلِك غُمُر للقرقور ، نحنا انسبقنا يا خطيّتنا
مرشَقَ : مرّر الكفّ على الغصن فجرّد أوراقه عنه دفعة واحدة . غُمر: حزمة من الأغصان أو سنابل القمح وغُمر الفصيحة هو الغرّ الطريّ العود وقد يكون هذا أصلها أو الأصل الآرامي الذي يفيد المعنى نفسه . قرقور : حَـمَل ، أما القرقورة فهي الفتاة . يا خطيّتنا : إما أن تكون يا لهذه الخطيئة التي اقترفناها أو من "خطَيّ" وهي عبارة تستعمل للتعجّب بمعنى حرام .. مسكين أو مدعاة للشفقة .

وان ما قدِرتِ تبعتي لي فطور ، ودّي لطيفة بنت خالتنا
قدَّيْش ياختي بعيشتي مقهور ، غير شكل عن شبان حارتنا
قدَّيْش : منحوتة من "قدر أي شيء"

بألف خير وعايشين بسرور ومغمّسة بالدمّ لقمـتـنا
بتزعل كخيي ؟ سماع مني صبور ، شو بنعمل ؟ هيك حالتنا
كخيي : يا أخي ، والكاف تستعمل عادة قبل المنادى لشدّ انتباهه وأصلها ولكَ أي ولك النداء ، التي تفيد المعنى عينه ، ومن هنا درجت العامة على مناداة الفرد باسمه مسبوقاً بكاف ، فيصير وديع كوديع ونجيب كنجيب وهكذا . صبور : إصبر . هَيك : هكذا وهي قريبة من شبيهاتها السامية التي يفيد المعنى ذاته .

عِرزالنا بيسوى تمان قصور مناخُه حلو من سنديانتنا
عِرزال : خيمة يتّخذها الناطور في طرف الكرم يستظلّ فيه ، تقوم عادة على أربعة أعمدة وتكون مرتفعة عن الأرض . ويعني اللفظ نفسه بالآرامية التي عُرّبت منه العرزال : أرجوحة تشدّ بين جذعين ، يَقيل فيها المرء . تمان : ثمانية .

شلعات معزي معمشقة عصخور وُمنجيرة الراعي وعنزتنا
شلعات : قطعان . معزي : ماعز . معمشقة : متسلّقة والفعل تعمشق . مُنجيرة : وتسمّى شبّابة كذلك : قصبة تصنع عادة من الخشب ، ينفخ فيها الراعي كالناي . ونجر الخشب سوّاه ، ومن هنا اشتُقّ اسمُها وقد وردت في الكتب على أنها المنجارة .

ومغارة قاديشا وأرِزنا المشهور بيسووا الدني ، ومن عيشتك زعلان ؟
قاديشا : الكلمة حرفيّاً تعني مقدّسة ، أما مغارة قاديشا فتقع في وادي قاديشا شمالي لبنان .

غلطان خيّي ، حلوة كثير عيشتنا ...
________
ألشاعر أسعد فرح الملقّب بالسبعلي (1910 – 1999) من مواليد سبعل قضاء زغرتا ، من مؤسّسي عصبة الشعر اللبناني ، له عدّة دواوين منها : طلّ الصباح ، منجيرة الراعي ، أصوات من الجبل ، عطور من لبنان وغيرها . أصدر في شبابه جريدة أسماها "السبعلي" وقد يكون هذا سبب تسميته . أخذ وديع الصافي من قصائده الكثير كالثلاث المذكورات و : كُرمى لقلبي ، من جبينك الوضّاح ، النجمات صاروا ، يا ختي نجوم الليل ، يا مية هلا وعشرات غيرها .

لم أجد أفضل من هذه ردّاً على تقريظ الأستاذ بشير الذي لا أستحقّه

فتفضّلوا

أخوكم
الفارابي
رد مع اقتباس