رد: فــن " الإرتـــجال "
شكرا لك يا أخ درباز على إسهامك في التعريف بهذا النوع من المهارات الفنية والتي شكلت ولا تزال أساس التّأليف الموسيقي الغنائي أو الآلي،
إذ لا تكاد تخلو ثقافة موسيقية من هذا النوع من الممارسة: فالموسيقى الأوروبية ذاتها كانت تعتمد بدورها على هذا النوع من الإبداع الحر والفوري، إلا أن تطوير التدوين الموسيقي، وشدة الإعتماد على النص الكتابي، والحرص على التقيد بتفاصيله أضعف هذه المهارات لدى موسيقييهم بمرور الزمن.
ونتيجة لذلك تخلى موسيقيي الفن الكلاسيكي الأوروبي خاصة خلال القرن العشرين عن الإبداع الفوري للنوع الذي أشرت إليه بمصطلح "كادنس" Cadence وصار هذا الأخير يُدوّن بعد أن كان المؤدي هو المكلف بإرتجاله.
ولهذا يمكنك اليوم الحصول على عدة نسخ لمدونات لهذا النوع من الكادنس مع ملاحظة إختلاف نصوصها من بين أعمال مؤلفي العصر الكلاسيكي مثل كنشرتوهات موزارت Concertos de Mozart والتي قام بتأليفها وضبتها على المدونة عدد من العازفين أو المؤلفين الموسيقيين لاحقا مع الإحتفاظ بطابعها الإيقاعي الحر،
وترك مزيد من الحرية في التصرف بهذا الإيقاع للمؤدي لتأخد طابع الإرتجال، بالرغم من التقيد الحرفي بالنص المكتوب فيما يتعلق بالجانب النغمي.
غير أن ما يمكن ملاحظته في إسهامك هذا يا أخ درباز هو أنك أغفلت مصطلح الإستخبار الخاص بالموسيقى التونسية التقليدية والذي يقابل التقسيم في موسيقى المشرق العربي بالرغم من إدراج مداخلتك هذه في القسم المخصص للدراسات والبحوث في الموسيقى التونسية خاصة وأن هذا المصطلح أخذ يضعف تداوله في الممارسة العملية بالبلاد التونسية ذاتها نظرا لهيمنة الفن الغنائي للمشرق العربي، مما يتطلب مزيدا من الحرص على التعريف بخصوصيات الإستخبار التونسي، ونرجو أن يكون إسهامك التالي في هذا الخصوص.
وإذا إحتجت إلى بعض المصادر فيمكنك الإستفادة من بعض الرسائل الجامعية والتي تتوفر نسخ منها في مكتبات المعاهد العليا للموسيقى بالبلاد التونسية، مع ألف تحية وسلام.
|