ضابط الايقاع الشعبي المنجي بن عمار

[Sami Dorbez]

الفنان وضابط الايقاع الشعبي المنجي بن عمار

في قتل الفن الشعبي طمس للتراث التونسي

يعتبر الفنان المنجي بن عمار مرجعا ثابتا في تاريخ الايقاعات التونسية وأحد اشهر ضابطي الايقاع في الفنون الشعبية. له مسيرة حافلة بالعزف والغناء وله عدة انتاجات في هذا المجال ورحلة بحث في عالم الفن الشعبي والتراث، وهو كذلك قائد فرقة اختصت منذ فترة في عروض ما يسمى «النوبة الصغيرة».
التقتـه جريدة «الصحافـة» ليحدثنـا عن تجربتـه الفنيـة وعالـم الفنـون الشعبية ومستقبل هذا المجال في ظل التحولات الراهنة فكان نص الحوار التالي:

[Sami Dorbez]

لو تحدثنا عن مسيرتك الفنية وخاصة اختصاصك في تعليم الايقاع الشعبي؟

تعلمت الايقاع منذ الصغر، ففي بداية السبعينات درست الايقاع الشعبي بكل انواعه في مدرسة تعليم الايقاع الشعبي بتونس التي كانت منضوية تحت وزارة الثقافة، بعد ذلك انخرطت في الفرق الهاوية للفنون الشعبية وعملت كضابط ايقاع مع الفنان الهادي حبوبة وتعاملت كقائد فرقة للفنون الشعبية مع معظم الفنانين انذاك، على غرار الفنان صالح فرزيط، فوزي بن قمرة وغيرهم وكذلك مع عديد الشعراء في بداية مسيرتي في الغناء ابرزهم الجليدي العويني، حسن شلبي، مراد بلخير...

وفي التسعينات اشتغلت على تعليم الايقاع الشعبي والذي أخذ رواجا كبيرا فأصدرت ألبوم تراث تونسي جمع اغان تونسية على غرار اغنية «على باب المدينة» ولاقى كذلك هذا الألبوم صدى كبيرا لدى المتلقي التونسي ومحبي الفن الشعبي عموما.وبثت هذه الاغاني من التراث الشعبي التونسي على معظم القنوات الاذاعية والتلفزية وهو ما جعل عديد القنوات الاجنبية تقوم بدعوتي الى برامج في قنوات «TV5» وقناة «CH2» وكذلك الى قناة اذاعية في مونريال بكندا واعتبارا لاني قائد النوبة سنة 1992.بعد ذلك قمت بتكوين فرقة قارة للفن الشعبي والتراث التونسي.

[Sami Dorbez]

أنت من أول الفنانين الشعبيين في تونس الذين قاموا بتجميع الايقاع الشعبي، لو تعطينا لمحة عن هذه التجربة؟


جاءتني فكرة تجميع الايقاعات اولا اعتبارا لانني ضابط ايقاع وثانيا اعترافا بقيمة التراث الشعبي واهمية تجميعه لأن معظم الايقاعات القديمة مطلوبة أتذكر حادثة حصلت لي وانا في محل لبيع اشرطة «الكاسات» عندما دخل فريق من السياح الاجانب وطلبوا من صاحب المحل «كاسات تونسية شعبية» للايقاع الشعبي دون غناء فلم يجدوا هذا النوع من الايقاع ومنذ تلك الحادثة خامرتني فكرة تجميع الايقاعات الشعبية التونسية واصدارها في ألبوم فقمت بالبحث عبر مختلف الولايات والأسماء المعروفة في المجال وجمعت الايقاعات واصدرتها في ألبوم في التسعينات ولقي رواجا كبيرا لا في تونس فقط بل كذلك خارجها، واصدرت بعد ذلك ألبوما يحمل ايقاعات شعبية تراثية مع تفسيرها بالغناء واشتغلت مع الفنان الشاذلي الحاجي ورياض الصمعي في وضع النوتة الموسيقية للموازين.

[Sami Dorbez]

لديك ايضا تجربة مع الاغاني الصوفية، كيف كانت هذه التجربة وما الفرق بين الاغنية الصوفية والشعبية؟


الاغنية الشعبية حسب رأيي هي كل ما يحمل هموم المواطن البسيط التونسي وكذلك افراحه بمعنى الكلام الذي يتأتى من رحم الشارع. اما الاغنية الصوفية فلها تاريخ في بلادنا وثقافتنا وهي عبارة عن اشعار تمدح الاولياء الصالحين واول من كون فرقة صوفية كان الشيخ بودية الذي غنى الصوفية.

تجربتي في الاغنية الصوفية كانت بعد غرام كبير بأغاني «الشيخ بودية» وبعد سماعي لأغاني «يوسف القروي والصغير» في السبعينات فتكونت لي فكرة عن الاغنية الصوفية فأصدرت ألبومات لاقت نجاحا كبيرا مما جعل المطرب لطفي بوشناق يعجب بكلمات الاغاني فطلب مني اداء واحدة وهي اغنية «نمدح الاقطاب» واداها في عرض النوبة سنة 1991.

[Sami Dorbez]

ما هي اهم اعمالك الجديدة وأهم أغانيك في النوبة؟


قريبا سأصدر البوما غنائيا يحمل تراثا شعبيا تونسيا وهي اغاني افراح تونسية يحبها جمهور الفن الشعبي وستلاقي رواجا كبيرا مثل اغنية «يا تبارك الله ياحوات» فهي اغان شعبية من التراث التونسي من مختلف مناطق الجمهورية التونسية.

اما عن عمل النوبة الصغيرة فهو بمشاركة ثلة من الفنانين الشعبيين على غرار صالح الفرزيط ،ليليا الدهماني وقمت بعرضه في معظم المهرجانات التونسية وهو عمل مطلوب وناجح وانا انتظر سلطة الاشراف بعد تقديمي ملفا للمشاركة في المهرجانات الصيفية التونسية في داخل البلاد للموافقة على المشاركة ، خاصة ان العمل يضم فرقة ضخمة من العازفين والفنانين وتكمن اهميته في انه يحمل اغان تراثية مختلفة ستعرض لأول مرة وبطريقة موسيقية جديدة.

[Sami Dorbez]

كفنان شعبي، كيف تقيّم مشاركة بعض العروض الفنية الشعبية في المهرجانات الكبرى؟


الفن الشعبي له رواده ولم لاتتم برمجته في مهرجانات كبرى خاصة انه يستقطب جمهورا واسعا من كل الفئات التونسية،ومن لا يريد برمجة الفن الشعبي التونسي في مهرجاناتنا فهو يريد قتل التراث التونسي الذي نعتز به.فهي اغان تراثية تعني ثقافتنا وتاريخنا مع الفن.

[Sami Dorbez]

ألا ترى أن مستقبل الفن الشعبي لن يكون لأغاني «المزود» و«الطبلة» وستعوضه الاغاني الصوفية والانشاد الديني؟


الفن الشعبي بكل تفصيلاته ظل وسيظل موجودا لأنه من تراث هذا البلد.ومن يتهجم على هذا المجال اتحداه ، فمن لاتطربه اغاني وايقاعات النوبة ولا يتخمر معها؟! أما عن الاغاني الصوفية فهي من تراثنا الشعبي ولا اتصور ان التونسي سيتخلى يوما عن الاغاني الشعبية في افراحه والمناسبات الهامة لكل عائلة تونسية.




حاوره الأخ الصحفي حافظ علياني