الشاعر الغنائي مسعود بشون

[نوسة الفرجانى]

" مسعود بشون " القادم من الزمن الجميل (نقلا عن مقابلة مع جريدة جليانة )




مسعود بشون ابن من أبناء هذه المدينة المعطاء الزاخرة بأدبائها وفنانيها ومبدعيها . نشأ وترعرع في أحيائها وأزقتها في حي الشابي " شارع البحر "" أحمد رفيق المهدوي الآن " ولد في سنة 1940 ميلادي . درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الأمير والثانوية في مدرسة بنغازي شارع " عبد المنعم رياض " وانقطع عن الدراسة ليلتحق بالوظيفة العامة سنة 1957 في حي الشابي كانت فرصته لمعايشة والاقتراب من عديد الفنانين والأدباء والكتّاب من بينهم الفنان علي الشعالية وعبد السلام قادربوه وفرج المذبل والطاهر عمر وأبو فرج سالم بشون ومحمد صدقي ومصطفى المستيري والقاص يوسف الدلنسي .

إنه من رواد الزمن الجميل ... زمن الفن الأصيل .. زمن المبدعين الحقيقيين الذين نشأوا وترعرعوا في هذه المدينة ورصعوا سماءها بأروع الأغاني ... التي استقرت في وجدان أبناء هذه الجميلة "بنغازي" ... بل أبناء هذه الحسناء " ليبيا " :-

" محمد مختار – علي الشعالية – سيد بومدين " شادي الجبل" – محمد صدقي – إبراهيم حفظي – سالم زايد – محمد صلاح – أنور الشريف – نوشي خليل – عطية محسن – علي الجهاني " علي ويكا" – خيرية المبروك – يوسف العالم – عبد الحميد شادي – الطاهر عمر – عمر رضوان – عبد الجليل خالد – إبراهيم أشرف – محمد مخلوف – محمد القداري – فرج المذبل – عبد السلام قادربوه – عبد السلام زقلام- عاشور عبد العزيز – محمد منصور المريمي . عقد متواصل من نفيس الأغاني طوق به هؤلاء المبدعون الذين ذكرناهم وغيرهم كثير ، جِيد بنغازي أو " أجمل الأمهات " .

مسعود بشون وأحد من أبرز كتاب الأغنية الليبية وأحد حبات ذلك العقد النفيس . لم أتعرف عليه إلا مصادفةً ومن خلال حديث عابر – مع أنني كنت – ومازلت - أشد المعجبين بتلك الأغاني التي عرفت فيما بعد أنه مؤلف كلماتها ... " يطق القلب" – "قمري يايما"" يمي الباب يدق " وأغنية "ريدي اليوم باعثلي سلامه " التي لحنها الفنان المبدع بشير فهمي وتغنى بها الفنان الجميل محمد الجزيري وأغنية " أنا غزالي مردوع الطول " .. كلمات عذبة .. أثرت وجدان الليبيين جمعيهم وأحبوها .. وظل هو في الظل مثل الكثير من المبدعين الحقيقيين الذين لم يلتفت إليهم أحد .. ولم يصافحهم أحد ، ولم يكرموا على قدر عطائهم .

كان يمر أمامي في هدوء وأشاهده من بعيد مثله مثل فنانين كبار آخرين ، لم يحظوا بأي اهتمام ، ولم يستطيعوا أن يواصلوا عطاءهم، رغم مقدرتهم وجدارتهم ، وظلوا يذوبون ببطء مثل شمعة منسية ، في ركن قصي لكنها تصر على هزيمة الظلام .

مسعود بشون من أبناء مدينة بنغازي : -

في هذا اللقاء يؤرخ ويوثق لفترة فنية لهذه المدينة التي أحبها حبا ً جما ً وقال فيها :

بنغازي ملاك الروح يا مبهاهـــا ياما رسمها خاطري وناجاهـــــــا

هي انشودتي وغناوتي وألحاني كاني بعيد والله قريب احداهــــــــا

لحن يتردد دوم في وجدانـــــــي لا تغيب عن عيني ولا ننساهـــــا

حورية تتغنى بالغناء الفزانــــي وغناوي العلم اللي يعجبك معناها

فيها النساء لقين ذهبهن فانـــي ولقيوا الرجال عزة النفس كراني

غلاها شايله جوانــــــــــــــي هي موطني ما نجمله فرقاهــــا

**********

بنغازي الودوده حبها ربــــــــاني لاولادها ما ريت كيف وفاهـــــا

أن تهت وتيار الزمان خذانـــــــي فيها منارة تدلني لمرســــــــاها

نا الشابي وشط البحر ربــــــــاني وانسام البحر نفسي تهيم معاها

عن حبها ياما القمر حاكــــــــاني وعن جرحها ومنه سبايب داها

أن تباعدت عنها الموح ما نساني تجري معايا في العروق دماهـــا

لا تحب السوايا لا تطيق الجــــاني على بلادنا دوم نصحها ووصاها

*********

بنغازي الجهاد ومعركة جليانــة ضاق بأسها الغازي جحيم وطاهـا

كان انطر المختار ورفاقته وأخوانــه ايبان فخرها الغازي يسطع في كبد سماها

الضيق والفرج من ربنا سبحانه عزم وعصر وعزة النفس عطاهـــــا

اللي ايجيها ديمه عزيز مكانــــه واللي يهونا واعر شديد بلاهــــــــــا

وين بالبو وين سطوة غرسياني الدنيا غروره ما يدوم هنــــاهــــــــا

" غلاك كيف الكيف ننساك كيف يا كيف خاطري "