* : احمد الشافي (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h28 - التاريخ: 05/05/2024)           »          وديع عبدو (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 22h29 - التاريخ: 05/05/2024)           »          الشاعر الغنائي محمد الطيب (الكاتـب : خالد القرقوري - - الوقت: 21h18 - التاريخ: 05/05/2024)           »          نوشي خليل (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : abuaseem - - الوقت: 20h41 - التاريخ: 05/05/2024)           »          خالد سعيد (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : abuaseem - - الوقت: 19h58 - التاريخ: 05/05/2024)           »          محمد رشيد (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 19h34 - التاريخ: 05/05/2024)           »          فاضل عواد (الكاتـب : طروب الشرق - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 17h44 - التاريخ: 05/05/2024)           »          نـــازك- 14 أكتوبر 1928 - 26 مارس 1999 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h07 - التاريخ: 05/05/2024)           »          عاليه حسين (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 15h38 - التاريخ: 05/05/2024)           »          مرسى الحريرى وإحسان عبده (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 15h13 - التاريخ: 05/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > ليبيا > الدراسات والبحوث الموسيقية في ليبيا

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09/04/2009, 15h38
زياد العيساوي زياد العيساوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:185298
 
تاريخ التسجيل: mars 2008
الجنسية: ليبية
الإقامة: ليبيا
العمر: 50
المشاركات: 268
افتراضي محمد رشيد : الغناء بلا عناء


استكمالاً لما ورد في مقالاتي الأخيرة ، بشأن جمال الصوت و المعايير الموضوعة و المتبعة لاستبيان الصوت الحسن المتكامل من نقيضه الرديء ، أضيف في هذه المقالة ، التي أمام أعينكم الآن ، هذه الخاصية المهمة في معرفة الصوت الجميل ، فمن طبيعة الصوت البشري أنه يختنق و يحتدُّ عند الطبقات العُليا ، و يتحوَّل إلى صراخ ، هو أقرب إلى الزعيق منه إلى أيِّ شيء ثان ٍ ، إلا أنّ هناك صوتاً لمطرب عربي كبير ، يُخالفُ هذه الطبيعة البشرية للأصوات ، فصوت المطرب " وديع الصافي " في هذه الطبقات ، يزداد مساحةً ، و يكتسب مزيداً من الأرياحية في الأداء ، ما يعني أنه لا تواجه أية صعوبة في أداء ضروب الغناء جميعها ، سواء أ كانت محلية - مثل ( العتابا و الميجنا ) و غيرها من الألوان الشعبية المعروفة في بلاد ( الشام ) التي تذكرت منها الآن ( المواويل الجبلية ) - أو طبوع الغناء العربي المتقن ( القديم و الحديث ) كالموشحات و القصائد - الدينية و الوطنية و العاطفية - بالإضافة إلى الطقاطيق و الأدوار الغنائية .
فمن المعروف بين الأوساط الفنية ، أنّ أيَّ مُلحِّن ، يقدر على التعامل مع صوت الفنان " وديع الصافي " من دون أنْ يمنعه أيُّ مانع ، من أنْ يُنغـّم موسيقاه كيفما يشاء ، لأنه يكون في حضرة صوت ، من القدرة على أنْ يتلون مع أيِّ لحن و الاندماج فيه ، على نحو مدهش ، حتى أنه قابلٌ لأنْ يُطوَّع حسب غناء أية جهة ، شريطة أنْ يكون اللحن المُعطى له ، مموسقاً على المقامات العربية المعروفة ، غير المنكفئة على نفسها ، أو المحسوبة على أقليم ما ، فكم من مُلحِّن من الأقطار العربية الأخرى ، لحّن له ، و عندما تستمع إلى هذا المطرب في مثل هكذا أعمال ، تشعر بأنّ هذا المطرب ، صاحب الصوت الجبّار ، ممّن ولِدوا في هذه البلاد و تكلموا بلهجتها و غنّوا من تراثها و اعتادوه باكراً ، و من جملة هؤلاء الملحنين الذين تعامل معهم الفنان الكبير " وديع الصافي " الملحنان الليبيان " إبراهيم فهمي " و " علي ماهر " .
و ما دُمنا في ( ليبيا ) فثمة صوت ليبي قدير ، يمتاز بأنه يغني بهدوء و بلا تشنج ، ذلك أنه قادر على الغناء من دون أدنى مجهود مضني ، ذلك لمخزون النبرات الموجود في حنجرته ، لكأنّ صوته مُعدٌّ للغناء أصلاً ، و مدرب بشكل فطري عليه ، و الهدوء يعني في اللغة ، الخفوت في الشيء ، فإذا قلنا : ( إن الضوء هادئ ) فهذا يشير إلى أنه خافت ، غير أنّ المعنى لا يستقيم في هذه الحالة الفنية ، فالهدوء في صوت المطرب " محمد رشيد " لا يعني البتة ، أنه يعاني من خفوت و ضمور ، بل هو مزية لا نقيصة ، لكن سهولة الأداء لديه ، لا تجعلنا نشعر سمعاً بأنه يجهد نفسه ، فاعتقدنا غير الحقيقة ، فصوته قوي و عال ٍ ، غير أنه تزيَّ بهذا الثوب الرومانسي في أعماله ، و خاصة في أغنياته الصباحية ، التي أكاد أنْ أجزم بأنه الرقم الصعب و القياسي ، في أداء هذه النمط الغنائي ، الذي أعلن - متحملاً مسؤولية ما أكتب أمام مرأى القراء عبر هذه السطور - بأنه أفضل و أنضج ما غنـّى فنانونا ، من نماذج الأغنية الحديثة ، حيث إنني أذكر لصاحب هذا الصوت الشجي ، ما شدا به في صباحاتنا من أناشيد ساحرة ، مثل ( ضحكت شمس نهارنا ) و ( يا وردة البستان ) و ( بان الصبح نواره زين ) و ( يوم أبيض نوّر ) .
فالكثرة الكاثرة منا ، تعتقد بأنّ هذا النمط الغنائي ( الأناشيد الصباحية ) بمضامينه و ألحانه و موسيقاه ، لا يعتدُّ به ، كمعيار لاستيضاح الصوت الجميل من الرديء ، في حين ، أنّ هذا الغناء الفريد ، ذا الطابع الخاص في كل ما يتصل به - لجهة الكلمة ، التي تحمل طابع التأليف الغنائي أكثر من كتابة الشعر ، كما في الأغنية الطربية و الإيقاعية ، و اللحن ، الذي ينطبع بالتجديد دائماً ، و التوزيع الموسيقي ، الذي تحتشد فيه عديد الآلات الموسيقية المختلفة الاستخدام ، كي يكتسب شيئاً من الفنطازية ، و الأداء ، الذي لا يتقنه سوى فنان يجيد التعبير الصوتي و الوصف الدرامي ، و لا يفوتنا كذلك توقيت إذاعته - لا يجعل أحداً ينجرُّ وراء أدائه ، إلا إذا كان صاحب حضور و ثقة بالنفس و معتداً بملكات صوته ، لِمَ ؟ فلو أتينا على موعد بثه في وسائل الإعلام المسموع ، نجده لا يتعدى سويعات ، بل قـُل دقائق معدودة ، هي التي تسبق خروجنا بعد صحونا في الصباح الباكر ، أي حينما يكون كل واحد منا ، ليس في سعة من الوقت ، كي ينصت إليه ، بل في حالة استعداد و تأهب للخروج طلباً للرزق - و هذا الأمر غالباً ما يكون في كلمات هذه الأناشيد ، أي الحث على الخروج لطلب الرزق – أي في حلٍّ من الغناء أصلاً ، فهناك ما يشغلنا و يصرفنا عنه في تلك الدقائق ، و مع ذلك ، فإنّ لملكة التعبير و التصوير الفني للحالة الإنسانية ، التي يتغنى بها فنان مثل " محمد رشيد " - بعيداً عن أسلوب التطريب و الغناء الراقص ، الذي اعتاده المتلقي في صنوف الغناء الأخرى ، كما في رائعته الصباحية ( ضحكت شمس نهارنا ) التي يشدو فيها مترنماً بهذه المعاني :
ضحكت شمس نهارنا .. زرقت فوق ديارنا
صحتنا من نومنا .. صبّحنا على جارنا
و من خيرات ترابنا .. اتباركنا يا أحبابنا
و تبسم نوارنا
...
طلعنا من بيتنا .. للبير و ساقيتنا
نخدم في سانيتنا .. و منها رزق اصغارنا
و تبسم نوارنا
...
في ترابك يا بلادنا .. زرعنا كنز أولادنا
و من زينوتك زادنا .. و خيرك مالي دارنا
و تبسم نوارنا
...

في ربيعنا في صيفنا .. ف شتانا و خريفنا
بنغني علي ريفنا .. و منه بنجني اثمارنا
و تبسم نوارنا ..
- صلة و ثيقة بالأبعاد الجمالية غير المرئية للصوت البشري ، في زحمة الأصوات الرديئة ، أو على الأقل ، غير المكتملة نضوجاً ، التي يتيح لنا هذا النوع من الغناء ، ترصدها و استيضاحها ، كما في صوت هذا الفنان ، الذي برع كذلك ، في أداء الغناء الشعبي ، أو بالأحرى ، المطرز على الجملة اللحنية الشعبية المطورة موسيقياً ، نوعاً ما ، كما في أغنيتي ( في أشعاري لقيتك ) و ( لا بعدك زهينا ) لكون الطبقة الصوتية السفلى و العليا و ما بينهما ( الوسطى ) سليمة في صوته ، فنراه أو بالأحرى ، نسمعه محتفظاً على هدوئه و وقاره و اتزانه طيلة زمن الأغنية ، حتى لتتصوّر أنه لا ينتقل من طبقة إلى أخرى ، بل إنه مستقرٌّ عند إحداها دائماً ، أو بمعنى ثان ٍ، يشعرك و هوّ يغني بأنّ صوته معقود بحبل متين ، لا يعرضه كما أصوات آخرين ، للهبوط الاضطراري بدلاً من الصعود إلى أعلى طبقة في صوته أحياناً ، أو بمعنى ثالث أدق ، أنّ صوته جعل لنفسه مدارج يصعدها بلا عناء ، كلما طاب له ذلك ، أثناء الانتقال من طبقة إلى غيرها تعلوها أو تسفلها ، أثناء الغناء .
و قد استمعنا إليه أيضاً في أداء الأغنية العربية الليبية الحديثة ، و لم يختلف مستواه و هو يؤديها ، عما اعتدناه منه في اللونين السابقين ، كما في أغنية ( ابتسمت و با ن كلام في عينيها ) التي كتبها الشاعر " ابن الطاهر " و نغّمها له المُلحِّن " محمد الدهماني " الذي أظهر دندنات آلة العود بطريقة عجيبة ، لم ألفها في الأغنية الليبية قبلاً ، عانياً بذلك ، التأكيد على أنَ هذه الأغنية ، هي نتاج ملحن بارع ، و قد أفلح في ذلك ، عندما أدّاها " محمد رشيد " مترنماً :
ابتسمت و بان كلام في عينيها
ضربت معاني ايش تقصد بيها ؟

...

ابتسمت و عيني رتها
تمشي تتمايل مع رفيقتها
طالت و اللي افـ جنبها ما رتها
ضربت الضرب اف وين ما تبيها

...

و اليد منها بعيدة
و القلب نقضتله جروح جديدة
يا هل ترى يشباح أيام سعيدة
تبري جروحه بعد ما اتداويها ..
فبصوته الدافئ ذي المساحة العريضة ، التي تملأ حيز الأسماع من حولنا كله ، علاوة على إحساسه بالمعنى العميق للكلمة و اللحن ، و احترامه لذوق المتلقي بانتقائه الجيد للأعمال ، تمكـّن من أنْ يحوز على إعجاب المستمعين ، بكل هدوء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيــاد الـعـيـسـاوي
بنغازي في : 9 / 4 / 2009
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 08h16.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd