"سأعطيك كل الكنوز التي في رأسي..ولتعرني صوتك لأداء حفل واحد!!" هكذا كان يداعب المرحوم الشيخ تومي أحد من تتلمذو على يديه مبديا إعجابه الشديد بقدراته الصوتية..هذا الشاب الذي سيصبح من بعد العملاق محمد الطاهرالفرقاني..
كان موسيقيا وعازفا على مختلف الآلات خاصة الكمان أو المندولين ولكنه كان يغني أحيانا ولايوجد أي شريط تجاري له ولم يقم بأي تسجيل لهذا الغرضفما سأقترحه عليكم أندر من أي شيئ بإمكانكم تصوره...فلا يجب ضياع ما بقي من هذا الصرح الموسيقي...التسجيل إذاعي على المباشر عتيق يعود إلى بداية الستينات..وهو مديح ديني"يا مسلمين طاب المقام"..يستهلها بأستخبار من قصيدة البردة للبصيري
ا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ لديك واجعل حسابي غير منخــــرم ...
الصور تسافر بنا في حياة عبد القادر تومي نراه في الأولى في الأربعينات بالكمان في جوق ألكسندر نقاش ثم في سبعيناته واقفا يقود جوقا من تلاميذه والثالثة ماسكا الكمان وقد هرم..والأخيرة وقد شارف المائة سنة..رحمه الله
حياته:
ولد يوم 18نوفمبرعام1906إبن إسكافي بسيط أجبر صغيرا على ترك المدرسة التي كانت تكاليفها ليست بمتناول والده و توجه إلى الحياة العملية... لكن شغفه بالموسيقى أثار إهتمام أكبر مغن للمالوف في ذلك الوقت و هو أحمد بسطانجي(1875-1946) والذي بلغ إعجابه به لأن أدخله مدرسة الأخوان كما يلقبون للموسيقى الأندلسية "حنصالة" التي سمحت له بالبقاء قريبا من الذي ضل يدعوه طيلة حياته"سيدي أحمد" بسطانجي وبدأ بتعلم آلة "المندولين"...لقائه مع حسونة علي خوجة(1896-1971) http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=90020
الملم بالمالوف إلماما إستثنائيا الذي ضمه تحت جناحه جعل حياة عبد القادر تأخذ أول أكبر منحى في حياته فمن مقرئ قرآن في "الجامع الأخضر" سمح له بولوج عالم الموسيقى أنذاك وأي عالم! عالم المبدع عمار شقلب(1902-1942) الذي حصل له شرف لعب الكمن إلى جانبه عالم عبد الكريم بسطانجالشيخ التومي العالم المنسي عبد الله بوفولة(1886-1940) مقيم أحد أكبر الزوايا الصوفية أنذاك وعالم الطاهر بن كرتوسة(1881-1946) والطاهر بن مرابط حتى إستطاع أن يشارك كموسيقي في جوق مدينة قسنطينة الذي شارك في مهرجان الموسيقى العربية بالمغرب سنة1934
باختصار شارك عبد القادر تومي في كل التجارب الرائدة أنذاك في الفن القسنطيني وعاشر وعرف وشارك كل من أصبح يعتبرون اليوم المرجعيات التي لا يمكن تجاهلها في الموسيقى القسنطينية من خوجة بن جلول إلى معمر براشي(1904-1989) مرورا بعبيد قارة بغلي(1886-1956) و بلعمري أو زواوي فرقاني(1913-1995) الشيئ الذي جعله يحتل مكانة خاصة عند عريفي المالوف بفضل عمله الدؤوب وثقافته الموسيقية الواسعة في الخمسينات شارك مع الأصوات والأجواق الجديدة نسبيا كالكسندر نقاش(1916-1999) و ريمون ليريس(1912-1961) http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=15103
ومحمد الطاهر الفرقاني عام(1928-..) http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=14754
وأبان الثورة التحريرية عمل على تعليم الشباب موروثهم الموسيقي مؤسسا جمعية"المستقبل القسنطيني" وكانوا يقومون بالتمرين في بناية مهجورة آيلة للسقوط!
وكان فيها مصطفى بلقاسم عبدالمجيد نوي و عبد الحميد بنسراجي وعمر بن خنيسة ومحمد حمة الذي كان يعتبره عبد القادر تومي وريثه فيما تعلمه من الثقافة المالوفية
أصبح أعمدة المالوف منذ نهاية الخمسينات يعودون لعبد القادر تومي فيما أرادو التأكد من لحن أو قصيد في كيفية أدائه أو توزيعه بدأ بالعملاق محمد الطاهر الفرقاني ثم سنين بعده إبنه سليم الفرقاني وخصوصا في إطار جمعية "الفتح" التي أعطت فيما بعد جمعية"محبي الفن" وتتلمذ فيها على يده فنانين كحسان برانكي أو العربي غزال http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=85038
لقد ترك الشيخ عبد القادر تومي بصمة راسخة في الفن الموسيقي القسنطيني سواء من حيث معرفته بالنصوص أو بالألحان زد إلى ذلك عمره الطويل مما جعله يحتل مكانة لا يحتلها غيره.حتى أنه شارك سنة1973في العمل الجبار الذي قام به المعهد العالي للموسيقى لجمع جميع نصوص الموشحات والأزجال..فهو يقول عن نفسه أنه عاصر ستة موجات من فناني المالوف
بوفاة عبد القادر تومي يوم23أوت2005عن عمر يناهز المائة سنة أسدل الستار على الجيل الذهبي المرجعي لموسيقى المالوف ..جيل ماقبل محمد الطاهر الفرقاني..قبل مماته أسر بأنه لم يقم بنقل إلا ثلث ما وصل إليه من قصائد و ألحان..توفي المرحوم في ضروف مادية جد صعبة ...فرحم الله الفقيد..
و إليكم شهادة من أحد ممن عرفوه من قرب و هو الأستاذ عبد الله بوفولة:
..........
موت الرجال وتبقى أعمالهم خالدة وسيرتهم تتناقلها الأجيال جيلا عن جيل والرجل الذي نود أن نتحدث عنه قليلا اليوم هو شخصية فنية بلغت درجة الأستاذية بدون منازع لا يعرفه الجيل الصاعد ومن عرفه من الناس قليل منهم من يذكره في الذاكرين ويوفيه حقه إلا من نذر من الشباب الذين رباهم وتعب تعبا كبيرا في أن يورثهم ما حمله من إرث ثقيل(التراث الأندلسي) كان رحمه الله عندما يحدثنا عنه تدرف عيونه الدموع. بمناسبة انعقاد مهرجان المالوف افلا يكون من الواجب علينا أن نعرج على نتف من سيرة هذا الرجل النابغة المستقيم العالم المربي.. إنني عندما اذكرالشيخ التومي أتذكر دائما علماءنا القدامى الذين كانوا على ثقافة موسوعية كبيرة كانوا يعرفون في الفقه والحديث والفلسفة والكلام والأصول والشعر والتاريخ وبالطبع الموسيقى كنت دائما عندما كان يحدثنا في قاعة الموسيقى التي كنا نرتادهالناخذ شيئا منها من السولفيج ومن غير السولفاج أي التعاطي مع الآلات التي كانت موجودة هناك على اختلاف أنواعها واشكالها واصواتها أشبهه بابن سيناء والفارابي وغيرهم من علماءنا السابقين.
الشيخ التومي الذي مات رحمه الله وقد عاش أكثر من مائة سنة أي عمر طويلا نسبيا حتى أصبح لا يتذكر شيئا بعد أن كان صاحب ذاكرة قوية لا تسمع شيئا إلا حفظته عن ظهر قلب بدون إعادة كان من حفظة القرآن الكريم كاملا وعاش حياة بسيطة شعبية لكنه تعلم الموسيقى وكان ميالا غليها شغوفا بها في صغره واختلف الى امرأة استاذة في الموسيقى اجنبية في ذلك الوقت فنال حظه من هذه الصناعة..
كفيك أن الحاج محمد الطاهر الفرقاني صاحب الصوت القوي الفنان الذي قضى عمره كاملا في ممارسة هذا الفن وهو كمغني معترف له لا شك في ذلك ولا خلاف كان يرجع غليه في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذا النوع من الفن وكان يصطحبه معه في المهرجانات الدولية حتى يستنجد به في الملمات والصعوبات ومنها المهرجان الدولي الذي اقيم في لاغوس في نيجيريا وحدثنا عنه التومي بعد رجوعه والأثر الذي تركته في نفسيته الحساسة المرهفة.. وللأمانة فغن الحاج محمد الطاهر الفرقاني كان يسعى للحصول على النفائس التي كانت بحوزة الأستاذ عبد القادر التومي من مخطوطات وقصائد ومنها ما يسمى السجول فلم يظفر بشيء منها لان الشيخ التومي مثله مثل باقي الفنانين فيه شيء من البخل الذي يصيب عادة هذه الفئة من الناس هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الخطة التييسعى الى تحقيقها في الواقع انجح في تحقيقها هي الابتعاد بالفن عن النخبوية وتركيزه في عائلة او عدة عوائل من أهل قسنطينة الذين كان همهم احتكار هذا النوع منىالفن والهبوط به الى الناس والشباب وفعلا استطاع أن يكون الكثير من الشباب ومنهم العربي غزال والهادف العكي من قالمة وكان يدرس في ثانوية حيحي المكي ومن الذين يعزفون باليسرى على آلة الكمنجة وغيرهم كثير.
ا يمكن الكلام عن الشيخ التومي بدون الاعتراف له بان الفتوى في آلة الماندولين تنتهي ليه كما تنتهي الفتوى في الفحل إلى الشيخ درسوني حفظه الله والميزان أو آلةالإيقاع للشيخ براشي والكامنجة للحاج محمد الطاهر الفرقاني والعود للزواوي فرقاني الخ.. ومع ذلك فكونه أستاذا فهو يعزف على جميع الآلات وله أذن موسيقية عجيبة غريبة .. وكان رجلا متدينا مصليا لا يتناول الخمر على عادة أهل الصنعة كنا ندرس مادة الموسيقى وكانت مادة إجبارية فغذا جاء وقت الصلاة أقام الصلاة وصلى وإذا لم يكن متوضئا ذهب ليتوضأ ثم يعود إلينا بعد أن يؤدي الفريضة وكان يحب الشيخ عبد الحميدبن باديس وكلما حدثنا عنه تذكر يوم أن قدمه الشيخ ليصلي بالناس التراويح في رمضان فقد كان حافظا لكتاب الله وكان يعرف اللغة العربية معرفة صميمية كما كان يعرف الفرنسيةجيدا.. وكان الرجل راضيا بقضاء الله وقدره فهو لم يرزق بولد او بنت وقد اثر هذا على وزوجته التي حدثت لها اضطرابات عقلية ونفسية فكتانت تصعد فوق المنزل وتحدث مع الشمس وكان يقول لنا لما كنا نذهب لنصحبه معنا وكنا نسكن في نفس الحي الذي يسكن فيه ونذهب جميعا لثانوية حيحي المكي ذلك حكم الله ولا راد لحكمه.. فما كان منه غلا ان اتى بان اخته وتبناه وكان يريد أن يورثه كل ثروته الفنية ولكن الرجل لم يكن موهوبا وكان مولعا بالرياضة لا بالموسيقى ونسميه في الحي “ب كامنجة” كنا نحسده او قل نغبطه على قربه للتومي ويا ما تمنينا لو كنا مكانه
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
"باشراف سيكاه" للجوق القسنطيني بقيادة عبد القادر التومي بمهرجان الموسيقى الأندلسية الثاني سنة1969
نحن في سنة 1969 خلال الطبعة الثانية لمهرجان الموسيقى الأندلسية الأسطوري بالجزائر العاصمة..الموسيقيون من كافة أقطار العالم العربي...جوق مدينة قسنطينة حاضر و بقيادة تومي سياف عبد القادر( الشيخ التومي) ..تحت قيادته سيغني كل من محمد الطاهر فرقاني وصالح رحماني..وقبل أن يشدوا سيقود الشيخ التومي باشراف من طبع "السيكا" جميل ورائع...الرابط يؤدي للأسطوانة النادرة المحمولة في المثبت الذي وضعته خصيصا للمهرجان
..الصورة للمايسترو المعلم الشيخ متوسطا موسيقيين ..فرحمك الله يا شيخ
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
عبد القادر تومي التومي ...العملاق في الظل
رد: عبد القادر تومي التومي ...العملاق في الظل
العرض المتطور
