رد: " البارون ديرلنجي رودولف " الباحث الذي عشق الموسيقى العربية
إن أكبر إسهام للبارون على المستوى الموسيقي إنخراطه في التحضير لأول مؤتمر للموسيقى العربية المنعقد في القاهرة سنة 1932 والذي تعذر عليه حضوره بسبب تدهور حالته الصحية إضافة إلى وضعه لمؤلفه "الموسيقى العربية" La musique arabe باللغة الفرنسية في ستة أجزاء وقد إشترك في تزويده بالمادة العلمية للجزئين الخامس والسادس نخبة من المثقفين والموسيقيين من بينهم أحمد الوافي وعلي الدرويش الحلبي والمنوبي السنوسي،
إذ أن البارون دارلنجي لم يكن متخصصا في الموسيقى رغم ولعه بالفنون عامة ولم يكن يعلم حتى التدوين الموسيقي، فكان إسهام علي الدرويش آنذاك كبيرا في إخراج الجزئين الأخيرين من الكتاب: إذ أن الجزء الخامس وقع تخصيصه للمقامات والسادس للإيقاعات العربية.
غير أن ما يؤاخذ عليه البارون تعمده إخفاء إحدى المؤلفات الهامة في التراث التونسي وهو كتاب الصادق الرزقي "الأغاني التونسية" فقد أودع هذا الأخير مخطوط كتابه بذمة هذا للبارون لمساعدته على نشره ويبدو أن تعرض الصادق الرزقي للجالية اليهودية آنذاك ببعض النقد من أهم الأسباب التي جعلت البارون يخفي هذا الكتاب.
ولم ينشر هذا الأخير إلا بعد إستقلال البلاد من نظام الحماية الفرنسية وبعد وفاة مؤلفه بسنوات عديدة.
|