ألم يحن الوقت بعد لتدوين هذا التراث
أصدقائي الأعزاء أنا من هواة المالوف القسنطيني و من عشاق الصوت الذهبي و العزف الخيالي للحاج محمد الطاهر فرقاني و لكن هناك أشياء يجب حسب رأيي مناقشتها جديا في هذا المنتدى حتى نستفيد جميعا من تعرفنا على بعضنا البعض حيث أنه لم تتح لنا الفرصة لنلتقي خارج إطار هذا المنتدى
و من هذه الأشياء قضية تدوين تراثنا الرائع تدوينا أكاديميا علميا معاصرا حتى نضعه في أيدي الأجيال القادمة في حلة بهية يسهل عليهم مطالعة محتواه و الإستفادة منه
و يكون هذا التدوين عبر خمس محاور أساسية
1- كتابة تاريخ هذا التراث- نشأته و تطوره حتى وصوله إلى هذا الشكل الذي نسمعه الآن مع تقديم دراسة وافية عن الطبوع و المقامات و الأنواع الغنائية لهذا التراث (النوبة - الزجل- المحجوز الخ...) كما لا ننسى تقديم لمحة عن ممارسة الجالية اليهودية في قسنطينة لهذا الفن بحكم أنها كانت جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع القسنطيني آنذاك و ما مدى تأثرهم و تأثيرهم على هذا التراث و ماذا أضافوا و ماذا حرفوا فيه؟ حيث أنه من المعروف أن اليهود كانوا لا يغنون المديح الإسلامي (من حيث كلمات القصائد) و في المقابل كانوا يدخلون قصائد و أشعارا قمة في البذاءة إلى درجة أن بعضها لا نقدر حتى على سماعه فما بالك بأداءه
2- إعادة كتابة القصائد و الأشعار و تصحيحها لغويا و إعطاءها أشكالا شعرية صحيحة حيث أن كل ما هو موجود في هذا التراث هو بلغة عربية سليمة فتارة تجد القصائد و الأشعار باالغة العربية الفصحى و تارة أخرى تجدها باللغة العامية اللتي كانت سائدة في ذلك الوقت و هي للعلم مستنبطة كلها من اللغة العربية و تختلف عن الفصحى فقط في طريقة النطق
3- إعادة كتابة الألحان كتابة موسيقية حديثة حتى نتيح الفرصة لكل من أراد التعلم و العزف أن يؤدي المقطوعة اللتي تعجبه بطريقة علمية بعيدا عن العفوية و الإرتجال
4- إعادة تسجيل هذا التراث باستعمال كل التقنيات المعاصرة و الإعتماد على التوزيع الموسيقي
5- فتح باب الإجتهاد لمن أراد من الشعراء و الملحنين و الموسيقيين و الفنانين لكي يؤلفوا أعمالا جديدة تنبني كلها على نفس القواعد الفنية لهذا التراث
فما المانع مثلا أن نؤلف نوبة جديدة على طبع الرهاوي أو طبع الزيدان أو غيرهما
و ما المانع من تأليف محجوز جديد و زجل جديد
و ما المانع من خلق نوع جديد نسميه مثلا الأغنية القسنطينية القصيرة لا يخرج نطاقها عن روح هذا التراث و لكن تعتمد على بساطة و قصر أشعارها و كذلك تنوع مواضيعها بحيث تشمل مواضيع معاصرة لأن الفن كان و مازال مرآة المجتمع
أرجو فتح باب المناقشة في هذا الموضوع
|