* : الفنان الراحل خليفة بدر 1946-2010 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 07h02 - التاريخ: 19/05/2024)           »          انطوانيت اسكندر (الكاتـب : كوكب الطرب - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h43 - التاريخ: 18/05/2024)           »          مها ثروت (الكاتـب : flowersboat - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 18h44 - التاريخ: 18/05/2024)           »          انعام صالح (الكاتـب : أحمـد السيد - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 17h47 - التاريخ: 18/05/2024)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h19 - التاريخ: 18/05/2024)           »          الموسيقى العربية الآلية (سماعي - لونجا - تحميلة) نوت (الكاتـب : solofan - آخر مشاركة : محمد حسن نجم - - الوقت: 12h04 - التاريخ: 18/05/2024)           »          الاصدار الكامل لتسجيلات مؤتمر الموسيقى العربيه (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : محمد باسلامة - - الوقت: 07h04 - التاريخ: 18/05/2024)           »          محمد خيري (الكاتـب : fatinr - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h03 - التاريخ: 18/05/2024)           »          إنصاف منير (الكاتـب : ADEEBZI - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h49 - التاريخ: 17/05/2024)           »          أمـل خضـير (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 22h48 - التاريخ: 17/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > ليبيا > الدراسات والبحوث الموسيقية في ليبيا

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03/04/2009, 11h31
زياد العيساوي زياد العيساوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:185298
 
تاريخ التسجيل: mars 2008
الجنسية: ليبية
الإقامة: ليبيا
العمر: 50
المشاركات: 268
افتراضي الغناء بتعابير مُفتعـَـلة : سلام قدري ليس أنموذجاً

قلة هم الفنانون الذين نراهم يغنون و تعابير وجوهم منسجمة مع مضامين الأغاني ، فكم من فنّان سمعناه يتغنى بأغنية ذات مضمون حزين على مقام الصبا ، و هوّ يبتسم للجمهور ، إنْ لم يقهقه من دون أي سبب ، وكم من فنانة رأيناها ترقص على المقام الموسيقي ذاته ، و هي تحاول أنْ تشرك الحضور معها في حفلة الرقص ، التي تقيمها بدلاً من أن نسمعها تغني .
مثلما يجب ، كما نستحضر كثيراً من الأغنيات المصوّرة ، التي يظهر فيها الفنان محتضناً آلة ( القيثار ) في حين أنّ اللحن الذي نسمعه له شرقي ، و لا تصدح في أية نغمة لهذه الآلة الموسيقية ، و هذه جميعها مؤشرات صارخات على انتفاء وصول الفنان بالجمهور إلى حالة الإحساس الصادق بالأغنية لحناً و كلاماً و أداءً .
فصاحب الإحساس الغائر بالكلمة و النغم ذي الشجن ، لا يمكن أنْ ترى على محياه إلا مسحة الحزن تعتريه في إغماضة عينيه ، لشدة الألم الذي يعتصره و يعتصر العازفين على الآلات الموسيقية المصاحبة لأدائه ، من خلفه ، فالنفخ في الناي يجعله يُخرج و يلفظ كل آهة حرّى من صدره ، و صوت الكمان يشدّه و يردّه لما مضى من سني عمره ، أما نقرات الدفوف و إيقاعات الطبول ، فهي من تزيد من نبضات الحياة في قلبه المفعم بالاختلاجات ، فتمتشج في إحساسه المشاعر الإنسانية كافة ، دفعة واحدة ، لتظهر ممتزجة في نبرات صوته رغماً عنه ، لتصيب حتى من في آذانه وقر ، و لتستفزك رغماً عنك أنت الآخر في لحظة وجد ، هي التي يطربك فيها بما يُعبّر عنه فرحاً كان أو حزناً ، و قد تطول بك هذه اللحظة إلى دقائق و ربما إلى ساعات متتاليات ، و أحياناً حتى طيلة الحفل الغنائي ، الذي تستمع إليه ، هذا إنْ كنت سعيد الحظ ، لكون المغني من طراز رفيع ، و الرفعة المطلوبة في الفنان ، تكون من حيث المستوى ، فيجب أنْ يكون من عيار ثقيل الوزن لا ثقيل الظل ، و من هو على شاكلة الأخير ، نعرفه من خلال محاولاته الدائمة في أنْ يخرج الجمهور الحاضر من صمته و بلاهته ، التي يكون هو دائما سبباً في وقوعه فيها بفنه الغث و غير الجاد ، عن طريق التهريج و الحركات البهلوانية .

انظروا إلى السيدة ' فيروز ' و هي تغني على المسرح ، تراها لا تسمح للجمهور أبداً ، أنْ يُشاركها غناء و لو مطلعاً واحداً من إحدى أغنياتها ، فما لزوم تواجدها على ركح المسرح ، إنْ كانت ستقف صامتة على خشبته ، و لم تستحوذ على آذان المتلقين ، و تشدهم إلى صوتها الطريب - فهي لئن حدث ذلك ، ستكون كما سواها من فنانات و فناني هذا الوقت ، الذين نجدهم يلوحون بمضخم الصوت باتجاه الحضور ، كي يوهموننا نحن القابعين وراء الشاشات ، بأنّ الجمهور وصل إلى حالة الطرب ، لما يغني معهم ، في حين أنه ما كان ليقدم على ذلك ، لولا أنه أراد أنْ يجامل هؤلاء الفنانين ، ليس إلا - بل تحرص على أن تغني طيلة زمن الحفل ، و هي واقفة كالطود الأشم ، لا تلتهي عن جو الأغاني ، و لا تلهي الجمهور عن الإنصات إليها ، كما أنها لا تطلب منه أنْ يشاركها الغناء ، بدليل أنها لا توجه إليه مُكبِّر الصوت أبداً ، بل تجعله ساكناً و مرتكزاً على قاعدته ، التي تقارب طول قامتها إلا قليلاً ، غير ضاحكة و لا مبتسمة حتى في أغانيها الفرائحية ، ما جعل البعض من هذا الجيل ، يتوهم بأنها معقدة نفسانياً للأسف الشديد ، لكأنه لا يعي بأنّ المطرب في حالة الغناء يكون كما الشاعر في إلقائه و أكثر بكثير .

و لأنّ القارئ ، قد اعتاد مني في كتاباتي الفنية ، أنْ أبدأ دائماً بتوطئة تطول أحياناً ، غالباً ما أعرض فيها لأحد من الفنانين العمالقة ، ثم أعرج على فنان ليبي يتسق في فنِّه معه ، هأنا بعد أنْ أخذت السيدة ' فيروز ' كمثال على الفنان الذي يحسن التعبير لدى غنائه ، آتي بفنان ليبي كبير في مقامه الموسيقي و الغنائي ، لفنان لا ترى على ملامح وجهه لما يغني ، سوى أصدق التعابير بالمفردة و الجملة المموسقة ، المُشِعة بالغناء العربي الأصيل غير المصطنع ، و النابع من روحه الشفافة ، التي ينفذ إليها و منها إلينا ، الطرب في أسمى تجلياته الفنية بلا ابتذال و لا إسفاف ، يجعلك حينما يغني ، تترك كل ما يشغلك ، لتتسمر أمام الشاشة ، أو جنب السماعة ، محافظاً على صمتك و هدوئك ، لئِلا يفوتك شيء منها ، جاعلاً حواسك الخمسة كلها مُتقِدة ، فتتوافق بشأن الحكم الذي ستصدره على أغنياته ، فليس الأمر مرهوناً بحاستي السمع و النظر و كفى ، بل حتى حاسة الشمّ تفعل فعلها ، لأنها تشتم عبق الرياحين و شذى ياسمين الحارة الطرابلسية ، لكأنك في خميلة مزدانة بالورود و الألوان ، و هذا ليس بأمر شاذ و لا غريب على أعماله التي طالما تغنى فيها بالورود و عطورها و ألوانها ، كما في أغنيات : ( جرت السواقي ) و ( منديلها الوردي ) و ( عرجون الفل ) و غيرها الكثيرات .

لعلكم عرفتموه ، نعم هو الفنان ' سلام قدري ' الذي لم يسبق ليّ أن التقيت به ، و لا تربطني به أية معرفة شخصية ، لكني من خلال استماعي إليه ، أكاد أنْ أقول لكم : إنني أعرفه معرفة جيدة ، فهو كما يبدو ليّ من أعماله ، فناناً مجتهداً ، و في سعي دائم للبحث عن الجديد من الألوان و الألحان و الورد ، التي يضيفها لما لديه منها ، و يزين بها خميلته الغنائية الغنـّاءة ، فأعماله لا تتشابه و لا تتكرر ، و إنْ خُيّل للبعض ذلك ، فهي نظرة خاطئة ، لكونها ربما قد خرجت من قريحة شاعر واحد هو ، الشاعر الرائع ' أحمد الحريري ' .

سلام قدري
خالد تاجا
بقي أن أختم مقالتي هذه بملاحظة ، حيث إنّ ثمة شبهاً كبيراً بين المطرب الليبي ' سلام قدري ' و الممثل السوري المعروف ' خالد تاجا ' لكن هذا لا يعني أبداً ، أنّ للفنان ' سلام قدري ' موهبة في التمثيل ، كما أحسب ، و لا في التحكم بتعابير وجهه ، فهو لا يفتعل النبرات الحزينة في صوته ، و لا يتكلف لإضفاء الحزن على ألحانه الشجية ، و لا يصطنع التعابير التي تعلو محياه ، حتى وقتما يشدو في أغنياته غير المصوّرة ، مثل أغنية ( جرت السواقي ) المُعدًّة على اللحن الشعبي القديم ، المنسوب إلى مدينة ' هون ' التي كتبها له الشاعر الراحل ' ابن الطاهر ' و هذه كلماتها :

جرت السواقي للشجر و سقاته
والهوى يغني على رقصاته
جرت السواقي ليه
...
التفاح ورًّى خدوده
ع الغطى الرمان بانو نهوده
و نحى العنب ورقه على عنقوده
و جادت نخلة بالرطب ورماته
...
زينات جت ابتملى
ع الخوخ والمشماش شنت حملة
تبسم الورد و ضحك من هالعملة
جاته صباع امخضبة قطفاته
...
و حوًّم الطير وغنى
تربع على عرشه او ورّى فنّه
التموا ولافه فى الهوى و تهنى
طربوا معاه وشاركوا فرحاته ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

بقلم : زياد العيساوي
Ziad_z_73@yahoo.com
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 07h18.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd