المالوف مصطلح تنعت به الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي بقسميه الدنيوي (هزل) والديني (جدّ) المتصل بمدائح الطرق الصوفية.
ويمكن اعتبار المالوف التونسي خلاصة للموروث الحضاري الخاص بالمنطقة التي كانت تسمىّ " افريقية " وللإضافات والرّوافد الأندلسية والمشرقية ويحتل مكان الصدارة في التقاليد الموسيقية التونسية، بل تعد أصدق تعبير عن أصالة هذه التقاليد.
ويشمل المالوف سائر أنواع الغناء التقليدي والمتقن كالموشح ، وهو نمط شعري في أوزان وقوالب مجددة بالنسبة للقوالب وبحور العروض التي ضبطها الخليل ابن احمد الفراهيدي في القرن الثامن ميلادي.
والزجل وهو شعر لا يلزم فيه الاعراب وتتخلله كلمات وعبارات من اللهجة العامية ، والشغل وهو نوع من الزجل في لحن تمتزج فيه ألوان من الغناء الاندلسي والتركي...
وتعتبر النوبة أهم قالب في الموسيقى التقليدية لأقطار المغرب العربي .
وكانت هذه الكلمة تعني في الأصل " الدورة المعيّنة " بحيث تقول " جاءت نوبتك " لمن جاء دوره في الغناء.
تتركب النوبة من معزوفات ومقطوعات غنائية تتوالى حسب ما يلي:
الجزء الأول
1_الاستفتاح:
وهو لحن غير خاضع لايقاع معين، يبنى على المقام الاساسي للنوبة فيبرز أهم خصائصه.
وكان في الماضي يؤدى بطريقة مرتجلة ثم تمّ ضبطه بكيفية تجعل العازفين قادرين على ادائه بطريقة موحّدة.
2_المصدّر:
هو مقدمة موسيقية تشبه في هيكلتها البشرف أو السماعي التركي، وتتركب من خانتين أو ثلاثة يتخللها التسليم.
وتبنـــــــى على ايقاع ثقيل يسمــى بدوره مصدّر 4/6 وتخـــــــــتم هذه المقدمة بالطوق والسلسلة وهما حركتان في ايقاع سريع 8/3 أو 8/6. الملاحظ أ، كل من الطوق والسلسلة يتركبان من خلية لحنية يعاد أدائها على مختلف درجات سلم المقام ، انطلاقا من الجواب ووصولا الى درجة الارتكاز.
3_الأبيات:
تنشد الابيات التي تختار من قصيد بالفصحى في ايقاع بطيء يسمى بطايحي وتكون مسبقة بمقدمة موسيقية قصيرة.
4_البطايحي:
وهي أبيات ملحنة في ايقاع البطايحي وتكون ايضا مسبقة بمقدمة موسيقية قصيرة في ايقاع سريع يسمى برول (4/2 ) ثم بطىء بطايحي.
5_التوشية:
هي معزوفة تؤدى في مقام النوبة الموالية حسب الترتيب التقليدي المشار اليه آنفا ، وتنطق التوشية في ايقاع البرول وتنتهي بإيقاع البطايحي ، وتتخللها ارتجالات على مختلف الآلات الموسيقية.
6_البراول(مفردها برول):
وهي مقطوعة غنائية استمدت من الإيقاع التي بنيت عليه وتشمل كل نوبة على عدد من البراول يتراوح بين الاثنين و الاربعة يكون آخرها سريعا ويختم به الجزء الاول من النوبة.
وهو زجل ملحّن في ايقاع ثقيل 4/6 يحمل التسمية نفسها ، ويكون مسبقا بمقدمة موسيقية قصيرة تسمى " فارغة ".
والملاحظ أن بعض الأدراج تبدأ بايقاع سريع يسمّى " الهروب " 4/2 يشبه من حيث عدد وحداته ايقاع " الملفوف " في الموسيقى الشرقية ، ثم يختم بايقاع الدرج.
8_الخفيف (وجمعها الخفايف):
خلافا لتسميته التي قد توحي بالسرعة في النسق، فإن الخفيف مبنيّ على ايقاع يحمل التسمية نفسها ويعتبر من الايقاعات الثقيلة نسبيّا 4/6 ويشبه من حيث عدد وحداته ايقاع الدرج في الموسيقى الشرقية مع فارق السرعة في التسق.
9_الختم:
تنتهي النوبة بالختم (جمعها أختام) وهو غناء في ايقاع سريع 4/3 او 8/6...
وتستهل النوبة ببيتين من الشعر الفــــــصيح تطلق عليهمـــــــا اصطـــلاحا تسمية بالجمع " أبيات " تليها موشحات وازجال تتّصل مواضيعها بالغزل والخمر والطبيعة ،
وتتضمّن بعض الأختام معاني تصوفية كالدعوة الى التوحيد والتضرع الى الله كي يعفو عن العبد المسيء كما هو الشأن في اغنية " من النوى يوم الفراق"...
وقد جمعت نصوص النوبات والموشــــــــحات والازجال التونســــــــية مرفوقة بتراقيمها الموسيقية في تسع نشريات أصدرتها وزارة الشؤون الثقافية في تونس تحــــــــت عنوان: " التراث الموسيقي التونسي "...
تؤدى النوبات عادة بمجموعات موسيقية مصغّرة شبيهة بالتخت الشرقي وهي تضـــــــــم من الآلات الوترية الـــــــــــــعود التونســـــــي (ويسمى ايضا العود العربي) والرباب والكمنجة وآلة نفخ وحبدة هي الناي.
اضافة الى آلات ايقاع كالنغرات والطار والدربوكة.
وفي بعض الاحيان نجد آلة القانون في بعض الفرق .
بالنسبة الا الاغنية الندلوسية في الجزائر هي ثلاثة مدارس كبرى مالوف في الشرق وصنعا في الوسط وغرناطي في الغرب لنلاحظ نمو المالوف في الشرق بحتكاكه وتشابهه مع الاغنية المالوف التونسي واغرناطي واحتكاكه مع الاغنية الاندلوسية المغربية وفي الاصل الاغنية الاندلوسية نمت في مناطق تداخل الثقافات والقيم والديانات لدالك نلاحظ تنوع وتباين كبير في نصوصها ليصل الا التباين بين المديح الديني الا العربدة والخمر .